الفصل الحادي عشر

356 39 26
                                    

ولذكر ﷲ طمأنينة وسكون؛ فلا تبخلوا على أنفسكم بتلك الراحة. ولا تنسوا الصلاة والسلام على رسول ﷲ - ﷺ

تعليق على الفقرات وتصويت حلو منكم.
******
الفصل 11

وجه شاحب كالموتى... عيون جاحظة مصدومة... وفم مفتوح، طارت الحروف منه؛ هذا ما بدت عليه تقاسيم وجه المحتال شكري عندما اصطدمت عيناه بتلك الأصفاد التي احتضنتها أصابع الضابط آدم.

لم يقوَ لسانه على النطق لوهلة، لدرجة أن من يراه يعتقد أنه أخرس، لم يتكلم بحرف طيلة حياته؛ لكن - كما يقولون - ذيل الكلب لا يستقيم، فقد حاول شكري إخراج نفسه من الحفرة التي وقع فيها، بطريقة غبية زادت من الأمر سوءًا، فقال بتلعثم:
- ما هذا يا بني؟ لم أفهم شيئًا!

مطَّ آدم شفتيه بملل من تمثيله:
- لقد انتهت المسرحية يا عمي... أو أقول شكري النصاب!

«صابر!»

نادى آدم بصوت جهوري على مساعده صابر، الذي كان يقف على مسافة بعيدة نسبيًا عن أعين النصاب شكري، يشاهد المسرحية المجانية بكل تسلية وسخرية من أداء المدعو شكري.

عندما أبصر شكري قدوم صابر، حاول الهروب، إلا أن تلك الركلة القادمة من قدم آدم كانت له بالمرصاد، فسقط على الأرض يتلوى من الألم:
- آه! سأقاضيك يا هذا، كيف تعامل رجلًا بعمر والدك بهذه الطريقة؟! آه، وأيضًا كيف تدعوني بالنصاب؟ ليس لديك دليل على كلامك.

- ماذا؟ تقاضيني! يا إلهي، أنت حقًا كالقطة بسبعة أرواح.

ثم تابع بنبرة رخيمة مخيفة، أرسلت القشعريرة في جسد الممدد على الأرض:
- دليل! شهادتي ضدك هي أكبر دليل. خذه إلى الحجز يا صابر! لقد أخذت هذه القضية أكثر من وقتها.

نفذ صابر الأمر بكل حماس، مصطحبًا شكري إلى الحجز، ورغم المقاومة التي أبداها شكري، ومحاولته الهروب مرة أخرى، إلا أن القوة الجسمانية لصابر حالت دون ذلك.
أما آدم، فقد استند إلى السور الخارجي لمركز الشرطة، يراقب تصرف شكري الغبي - من وجهة نظره - ببرود. دقائق، وقام بإشعال سيجارته، ينفث بها عن غضبه.

«حتى تلك السيجارة الملعونة لم تسلم من مزاجيتك»

اقتحم خلوته ذلك الصوت الرزين الشجي، الذي يبدد غيوم غضبه، ويبعث الراحة في نفسه:
- صوتك وحده له القدرة على جعل غضبي يندثر، ويبعدني عن هذه الصاحبة السيئة!

أنهى كلامه، وهو يشير إلى السيجارة القابعة بين يديه.

«أمم، هل أعتبر هذا مديحًا أم عتابًا على إبعادك عن مصيبة حياتك؟»

- بل اعتبره شكرًا لوجودك في حياتي المليئة بالظلام، يا... رفيق دربي فراس!

*****
عادت وئام رفقة أهلها وصديقتيها إلى المنزل، بعد أن سمح لها الطبيب عثمان بالمغادرة. كان المنزل يعج بالضيوف والأقارب، الذين أتوا خصيصًا للاطمئنان عليها. وكان من ضمنهم والدة صفاء ووالدة حنان، بالطبع.

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن