الفصل السابع

396 51 22
                                    


لا تنسوا ذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ 🌹

تعليق وتصويت من فضلكم.

******
الفصل السابع.

«العيد فرحــة، وأجمل فرحة؛ فيه ينسى الناس أحزانهم، و تشرق السعادة على قلوبهم كشمس الصباح الدافئة، التي تحمل في كل يومًا أملًا جديدًا، و فرصة جديدة... وهكذا هو العيد؛ يحمل معه كل عام شرارتٍ من البشرى و البهجة».

هذا ما كتبته صفاء على مفكرتها الإلكترونية، قبل أن تقوم بنسخه ونشره على صفحتها الشخصية على الفيسبوك؛ بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ولم تنسى ختم منشورها بعبارة التهنئة المتعارف عليها في أغلب المجتمعات العربية.

«عيدكم مبارك، و كل عام وأنتم بألف خير».

ضغطت زر النشر، لتنهال عليها بعد دقائق معدودة عبارات التهنئة من أقاربها، وأصدقائها، وكذلك زملاءها في الجامعة، فبادلتهم تهنئتهم قبل أن تنهض لتساعد والدتها وزوجات عمها في المطبخ.

خرجت من غرفتها المشتركة مع شقيقتها، بعد أن أبدلت ملابسها إلى عباءة بيتية، قامت بشراءها خصيصًا لهذه المناسبة العظيمة.

توجهت نحو المطبخ، بخطواتٍ رشيقة مغلفة بدلالٍ أنثوي فطري؛ وجدت زوجة عمها الخالة «أم أحسان» وخالتها - وزوجة عمها- صفية تقمن بتنظيف وتقشير الخضروات، لكنها لم تجد والدتها، فسألت عنها الخالة أم أحسان، فنظرت إليها الأخيرة بوجهٍ بشوشٍ، يحمل من الطيبة والحنان ما يكفي جميع المحيطين بها.

أثنت على جمالها، وطلتها البهية، بتلك العباءة الوردية، المزينة بحزامٍ ذهبي:
- اللهم بارك! أصبحتِ عروسة جميلة يا صفاء.
ثم تابعت حديثها، غامزة لها بمرحٍ:
- يبدو أن العيد القادم ستقضينه في بيت زوجك.

أنتشر اللون الأحمر في وجه صفاء، فطأطأت رأسها خجلًا من كلماتها؛ فبرغم من جرأتها التي تظهرها طيلة الوقت، إلا أن هذه المواقف تسبب لها الخجل والإحراج.

قهقهت زوجة عمها صفية بصوتٍ عالٍ، وصل إلى مسامع الخالة سارة التي كانت قادمة للمطبخ، بعد أن صلت ركعتي صلاة العيد، وارتدت فستانٍ فضفاضٍ بأكمامٍ طويلة مع حجاب قصير نسبيًا.

سألتها الأخيرة باستغـرابٍ عن سبب ضحكها:
- اضحكينا معك يا صفية! فصوت ضحكتك وصل إلى آخر الشارع.

نظرت إليها بإبتسامة متسعة:
- أضحك على خجل ابنتك يا أختي! فأنا لأول مرة أرى خدودها حمراء كحبات الكرز.

- ماذا؟! هل قالوا لكِ أنني عديمة مشاعر؟
ردت بعجرفة على زوجة عمها صفية، بعد أن تخلصت من مشاعر الخجل التي زارتها على غفلة منها!

رفعت صفية حاجبها بسخريةٍ من وقاحتها المعهودة:
- عادت حليمة لعادتها القديمة! الحمد لله أنني لم اقتنع بقناع الخجل الذي ارتديته.

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن