الفصل الثامن

405 47 20
                                    


لا تنسوا ذكر الله تعالى، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ 🌹
لا تنسوا التصويت على الفصول. مد
*********
الفصل الثامن...

أرتعــد جسد الحاجة كوثر بشدة، وارتفعت دقات قلبها فزعًا وخوفًا على بكرها من ابن خاله؛ فهيئتــه المشتعلــة من الغضب أمام خالته زهية توحي بأن ابنها لن يخرج سالمٍ من تحت يديه.

تعرف ابن أخاها جيدًا، رغم رزانته وسماحة قلبه، إلا أنه عند نقطة المساس بأهل بيته وعرضه، ينسى كل ذلك، ويتحكم غضبه فيه؛ فهو تنطبق عليه المقولة الشهيرة: «اتقِ شر الحليم إذا غضب».

حاولت إخماد لهيب غضبه بكلماتها التي صبغتها بالود المصطنع:
- لا داعي لكل هذا الغضب يا ابن أخي.

ضغطت على كلمة «يا ابن أخي» لكي تجعل قلبه يرق من ناحيتها، فتستطيع بذلك إنقاذ ابنها المستهتر اللعوب، واستطردت بنبرة لينة، جاهدت على إخراجها من بين شفتيها المرتجفتين:
-تعرف ابن عمتك  يحب المزاح فقــط.

لكن كما يقول المثل «جاء يكحلها عماها»، فقد زادت كلماتها من إهتايجــه، وبدأ عقله يوسوس ويرسم له العديد من السيناريوهات، فقام بركلي المقعد الصغير القابع إلى جانب الطاولة، صارخًا في وجه زهية لتقص عليه ما فعله ابن عمته العزيز!

انتفض جسدها من قوة اصطدام المقعد في الجدار، وكذلك حدث مع الباقين؛ فأسرعت تقص عليه ما حدث قبل ساعات، وهي تدعو الله في سرها أن يمر الأمر دون خسائر فادحة!
******
قبل وقت...

كانت زهية متوجهة إلى غرفة الجلوس الخاصة بالرجال لتنادي فراس كما طلبت منها شقيقتها نادية، ولحظها السيء ظهر لها فجأة المدعو سمير بإبتسامته السمجة ونظراته الخبيثــة، فأَرتد جسدها بتلقائيةٍ من هول المفاجأة.

طالعهــا بنظرات منحطة، بثت الاشمئزاز في جسدها، ودون وعي منها، رفعت يدها تتحقق من وجود نقابها على وجهها، متناسية أنها تضعه منذ الصباح، تحسبًا لظهوره غير المرغوب فيه، لتقوم فقط بإنزالــه حينئذًا.

تحدث إليها بنبرة لعوبة، وما زالت عيناه تجوب جسدها بطريقة مستفزة:
- أوه انظروا من هنا! خالة ابن خالي العزيز... ألن يحن قلبك علينا؟

رمقتــه بنظرة غاضبة متقززة، ثم تابعت طريقها دون أن تعره أي إهتمام، فقــام بالقبض على ذراعها، مديرًا إياها إليه بحِدة، فباغتته - بدورها - بصفعةٍ قويةٍ على وجهــه، ثم جذبت ذراعها من قبضته بعنفٍ.

جز على أسنانه بشدة من فعلتها، وحاول رد الصاع صاعين، فهدرت في وجه بصوتٍ مكتومٍ كي لا يصل إلى مسامع شقيقها وابن أختها، وعيناها تطلق شرارت من العداء والغضب، رافعةٍ سبابتها أمامه بتهديدٍ صريح:
- آخر مرة تضع يداك النجستين على جسمي يا هذا، أو تفكر حتى بالاقتراب مني أيها الوقح.

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن