الفصل الواحد والثلاثون

240 18 48
                                    

لا تنسوا ذكر الله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ

الفصل الواحد و الثلاثون.

جالسة كعادتها في غرفة الجلوس تشاهد التلفاز تارةً وتكمل حياكة قطعة الصوف القابعة بين أناملها، فقطع عليها رنين هاتفها ما تفعله، فردت بحبورٍ على المتصلة:
«السلام عليكم يا سارة، كيف حالك وحال صفية وتوأمها؟»

«هما بخير والحمد لله»
تنحنحت الخالة سارة قبل أن تستطرد قائلةً:
«أردت أخبارك بأننا ننتظركم غدًا مساءً لرؤية الشرعية. هل يناسبكم الأمر يا عزيزتي؟»

تهللت أسارير الخالة نادية بفرحةٍ طغت على وجهها السمح، فاعتدلت أكثر في جلستها مجيبةً إياها:
« بالطبع يناسبنا يا عزيزتي. سنكون غدًا عندكم».

وما إن أنهت معها المكالمة حتى أسرعت بالاتصال بابنها، ثوانٍ وكان يجيب عليها:
«السلام عليكم يا نبـ...»

وقبل أن تسمع ما قاله، قاطعته بنبرة متحمسة:
«وأخيرًا سأراك عريسًا يا حبيب أمك».

نظر إلى هاتفه باستغراب مما قالته ثم سألها:
« ماذا تقصدين؟»

«لقد اتصلت بي والدة صفاء وأخبرتني أن نأتي غدًا مساءً لرؤية الشرعية. أخبرك من الآن، عليك أن تحسن الحديث معها، حاول أن تلين قلبها من ناحيتك. وأيضًا لا داعي لسؤالها عن أمور دينهــا... فلا يوجد فتاة لا تعلم أمور دينها في وقتنا هذا».

تنهد فراس بارتياح ثم قال:
«حسنًا لا تقلقي يا أمي».

مصمصت والدته شفتيها بعدم اقتناع مما قاله:
« أتمنى ذلك!»
ثم استطردت باستفهام:
« أين أنت الآن؟»

« أنا في الجامعة».

« كان الله في عونك بنيّ. سأذهب الآن لأجهز بدلتك».

ولم يسمع بعدها إلا صوت إغلاق الهاتف، فيبدو أن والدته متحمسة أكثر منه. فتذكر بأنه لم يخبــر خاله وعمته كوثر بأمر خطبته صفاء، فاتصل أولًا بخاله محمد وأخبره بالأمر، ففرح الأخير عكس المرة الماضية، فهو يعرف السيد بلال والد صفاء.

أما عمته كوثر فشعر بغضبها عندما أخبرهــا بأنه يريد أن يخطب، ولم يتجرأ أن يقول لها عن اسم الفتاة، فإذا علمت بأنها صفاء؛ تلك الفــتاة التي جادلتها والتي نعتتها بالوقحة لثارت ثائرتها... لهذا آثر الصمت إلى أن ينتهي كل شيءٍ على خير.
*
*
*
*
«ما الذي ذكر الليدي إميليا بنا يا ترى؟»
وصلها ذلك الصوت الخشن والساخر من خلف سماعة الهاتف، وبعربيةٍ نقيةٍ ردت عليه:
«مصلحة بالطبع يا عيسى».

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن