الفصل الثاني عشر

262 34 14
                                    

الفصل 12

عيدكم مبارك. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات. أسأل الله أن يعيده علينا وعليكم أعوام عديدة ومديدة 🌹

********

لا تنسوا ذكر الله تعالى، و الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ

*********

الفصل الثاني عشر...

« خالتي سارو، أين أنتِ؟»
ناد آدم بأعلى صوته على خالته سارة وهو يدخل الشقة بحماس وسعادة. وقبل أن تجيب عليه خالته سارة، سمع صوت خالته صفية، التي خرجت من غرفة صفاء ونسرين، مجيبةً إياه بصوتٍ مبحوحٍ من أثر النعاس:
- ليست هنا. لكنني موجودة، هل أنفع؟

ابتسم آدم بسمة ودودة عندما وقعت عيناه على خالته المدللة، تتقدم نحوه بخطى بطيئة بسبب ثقل بطنها. قطع المسافة بينهما بسرعةٍ، قائلًا بنبرة مرحةً وهو يهم باحتضانها:
- تنفعين ونصف! تعالي في حضن ابن أختك يا بسكوتة العائلة.

وقبل أن تتمكن من تنفيذ طلبه، شعرت بيد رجولية تجذبها إلى الخلف، ولم تكن تلك اليد إلا يد زوجها الغيور، فؤاد، الذي قال بنبرةٍ حانقة اشتعلت فيها الغيرة:
- لا داعي للأحضان! يكفي أن تسلما على بعضكما بالأيدي... أو الاكتفاء بالكلمات فقط!

رمشت صفية بعينيها بغير تصديق، وهي تحاول استيعاب غيرة زوجها التي تعدت حدود المنطق، قائلةً باستنكارٍ ممزوج بالغضب:
- الاكتفاء بالكلمات فقط! هل فقدت عقلك يا فؤاد؟ آدم ابن أختي، وليس بالغريب عني! غيــرتك هذه تعدت حدود المنطــق، صارت كطوقٍ خانقٍ في رقبتي.

كلماتها التي تدفقت من شفتيها كالحمم البركانية لم تحرك فيه ساكنًـــا فقد آلفها قلبه، لهذا رفع كتفيه بلا مبالاةٍ، قائلًا بعنادٍ وهو يحدق في آدم:
- لكنه يظل رجلًا! خاصةً مع وجهه الوسيم ذاك، وعيونه السوداء التي تشبه أعين الصقر الجارح، ولا ننسى جسد جون سينا الذي يمتلكه.

شهقت صفية من وصفه الدقيق لابن أختها، كما أن يوسف، الذي كان جالسًا طيلة الوقت على كرسي غرفة الجلوس يراقب المسلسل التركي المعروض أمامه وفي يده طبق من الفول السوداني، لم يستطع منع نفسه من الضحك.

- هل تتغزل فيه يا فؤاد أو ترشقه بعين رصاصية؟
ألقى يوسف بسؤاله ذلك بضحكة عالية، فشل في كتمانها.

- اللهم بارك على ابن أختي. حفظه الله من عيون الحساد.
فغر فاهه بصدمةٍ من دعائها، والذي بدا أنه يدل على سوء ظنها به. هل تعتقد أنه كان ينظر إليه بعين الحسد؟ في الحقيقة، يعترف أنه لا يتفق معه، و... يغار منه قليلًا فقط... لكن رغم ذلك، فهو يحترمه ويقدره، فبعيدًا عن كونه ابن أخت محبوبته وسكن قلبه، إلا أنه ذو شخصية قوية ومحترمة بين الرجال، يمكن الاعتماد عليها في الأزمات.

فاق فؤاد من شروده على صوت باب البيت يُغلق، فانتفض من مكانه، لعلمه أن من غادرت بغضب هي محبوبته. هل شرد في التفكير لدرجة أنه لم يشعر بها وهي تختفي من أمام ناظره؟ لم يتعب نفسه في التفكير، بل لحق بها إلى بيتهما قبل أن يتفاقم الوضع بينهما.

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن