لا تنسوا ذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ 🌹
الفصل الثاني والعشرون.
تجيء أيام وتمضي أيام، ويبقى القلب متعلقًا بذلات الماضي؛ يرفض تركها ترحل في حال سبيلها، كأنها عقدت معه عهدًا أبديًا، من يخلفه يلقى حتفه!
* * * * * *
«مع من كنت تتحدثين في هذا الوقت الباكر؟»
سأل سمير والدته وهو يحمل بين يديه فنجان قهوة، ثم جلس إلى المائدة ليتناول فطوره الصباحي.
وضعت الحاجة كوثر هاتفها على طاولة الطعام بملامح واجمة ثم أجابت عليه:
- مع شقيقتك الغبية.ارتشف رشفة من قهوته ثم سألها عن سبب غضبها من شقيقته، مع أنه توقع السبب. فلا شيء يثير حنق والدته سوى عائلة أبيه!
-تلك الغبية، أمرتها بالعودة إلى البيت لكنها رفضت.
- والسبب؟
- من غيره والدك! يريدها أن تعتني بزوجته العزيزة.
تابعت بنبرة غاضبة:
- هل يعتقد أن ابنة كوثر خادمة لسيدة زوجته؟!أما سمير فظل صامتا يستمع إلى شتائمها وسبابها ناحية والده وزوجته، ولم يستطع- للأسف- أن يقول كلمة واحدة لدفاع عنه. فدفاعه عنه يعني لوالدته أنه يقف ضدها. لهذا أتخذ من الصمت مهربًا له.
************
زفرة حارة خرجت من صميم قلب الواقفة عند الشرفة ما أن وصلها صوت انقطاع المكالمة من طرف الأخرى، وقبل حتى أن تنهي كلمتها مع والدتها.
«هل كانت هذه والدتك؟»
وصلها ذاك الصوت الأنثوي المجهد من أثر المرض، فالتفتت إلى صاحبته المستلقية على سريرها وقد اكتسى وجهها الشحوب، بابتسامة جاهدت على إخراجها لكي لا تزيد من حالتها سوءا. فقد حذرهم الطبيب من تعريضها لأي ضغوطات، فحالتها الصحية لا زالت غير مستقرة. فقالت بتلجلج:
- نعم، لقد سألتني متى أعود إلى البيت.
من إجابتها المتجلجلة أدركت زوجة أبيها «إلهام» أن والدتها كوثر غير راضية على بقائها إلى جانبها. فمتى أرادت لها الخير لكي تسمح لأبنائها أن يفعلوه اتجاهها؟!-عزيزتي بشرى، إذا كانت والدتك غير راضية على بقاءك، لا داعي لإغضابها منك. فهي أولا وأخيرا تظل والدتك، ولها حق الطاعة عليك.
نبست زوجة أبيها برزانة ورجاحة عقل رغم الإحباط الذي يلف قلبها فبشرى- رغم أنها ابنة زوجها- بمثابة ابنتها التي لم تلدها فرحيلها يعني أنها ستصبح حمل ثقيل على سلفاتها! فنفت بشرى بسرعة:
- ليس الأمر كذلك.
أنت تقرأ
رواية صفاء الروح 🥀
Randomفي هذه الرواية لا تتوقع أن تجد بطلًا خارق القوى، ثريًا ثراءً فاحشًا، ولا بطلة جميلة جمالًا خارج أسوار الطبيعة، ذات براءة تشبه براءة الأطفال.. هنا ستجد عزيزي القارئ؛ شخصيات عادية... صادفتها على أرض الواقع أو كانت جزء من دائرة معارفك! مهما اغرانا ا...