الفصل الرابع

647 66 19
                                    

ولذكر ﷲ طمأنينة وسكون؛ فلا تبخلوا على أنفسكم بتلك الراحة. ولا تنسوا الصلاة والسلام على رسول ﷲ - ﷺ

تعليق على الفقرات وتصويت حلو منكم.
*********
الفصل الرابع

في منزل فِراس.

بعد أن وصلوا إلى المنزل، قامت زهية بسرعةٍ بنزع نقابها وحجابها، مرتمية بقوة على الأريكة؛ تنفست بصوتٍ مسموعٍ كأنها كانت في سباق للعدو:
- الحمد لله أننا وصلنا إلى المنزل، لقد تعبت كثيراً؛ يا إلهي، برغم حبي لتسوق، إلا أنني أكرهه أيام العيد.

- كمْ من مرة أخبرتك بألا ترتمي هكذا، ربما تكون هناك إبرة وتؤذيك، لا قدر الله.
نبست شقيقتها التي أتت خلفها مباشرةً، فردت عليها بنبرةٍ ساخرةً لا مبالية:
- إبرة! لا أعتقد أن مهووسة النظافة والنظام ستترك إبرة خلفها! أنتِ ستعثرين عليها ولو كانت في كومة قش، فما بالك في أريكة!

-ما شاء الله عليها، وبارك الله لها في صحتها وعيناها!
كــان ذلك صوت فراس الذي دلف من باب البيت، بعد أن ركن السيارة في المرآب.

لوت زهية شفتيها بحنقٍ قائلةً:
- وكأن عيني ستصيبها بسهامها! أنا لست «أم محمد»

نهرتها شقيقتها بقوةٍ، فأكثر ما تكرهه أن يذكر اسم شخصٍ بسوء ٍفي بيتها:
- يكفي! حذرتك مراتٍ عديدة بألا تذكري اسم أحد بسوء، خاصةً أمامي! لا أعتقد أنكِ تستطيعين تحمل ذنب اغتياب شخصاً ما!

رغم الحنق الشديد الذي شعرت به زهية جراء توبيخ شقيقتها، إلا أنها ممتنة لها؛ فامتلاك شخص يريك عيوبك، ويخشى عليك من عقاب الله، لهو من النِعم! فقامت بتغيير الموضوع، بعد أن استغفرت الله بصوتٍ خافتٍ:
- تذكرت!

- ركز الاثنان في حديثها، ما دفعها للمتابعةِ بحماسٍ وانبهارٍ:
- لم أقص عليكما ما حدث في محل السيد هاشم، لقد فاتكما الكثير!

رمقها فراس بلامبالاة، فخالته تضخم الخبر قبل أن تنطق به، لهذا لم يعرها أي اهتمامًا، وتوجه بهدوءٍ إلى غرفته، ومحرابه العزيز! بينما ركزت والدته بحديثها بفضولٍ أنثوي، تحثها بسرعةٍ على أخبارها بما حدث:
- هيا أخبريني ماذا حدث قبل أن نأتي إليك؟

اعتدلت بمكانها بحمـــاس، تقص عليها ما شاهدته بعيناها العسلية، مع بعض الإضافات لزيادة الإثارة، فكانت الأخيرة تستمع إليها بذهــولٍ من هذه الفتاة الجريئة، التي استطاعت - رغم كونها أنثى- من أن توقف ذلك المتحرش عند حده، فهتفت بإعجابٍ لم تستطع إخفاءه:
- مع أننا في زمن أصبح أغلب الناس يتجنبون إقحام أنفسهم في مشاكل غيرهم، إلا أنه - اللهم بارك! - مازال هناك من يمد يده لتقديم يد العون لمن هم بحاجته؛ صدق رسول الله ﷺ حينما قال: «مثَلُ أُمَّتي مثَلُ المطَرِ؛ لا يُدْرَى أوَّلُه خيرٌ أمْ آخِرُه».

رددت زهية ورآها بخشوعٍ:
-عليه الصلاة والسلام.

واصلت الخالة نادية حديثها بعتابٍ:
- لكن مهما كان تظل فتاة، ما كان عليها التصدي لشاب، كان عليها استدعاء السيد هاشم.

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن