الفصل الأول

2.1K 90 59
                                    


الفصل الأول
لا تنسوا ذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ

(كومنت على الفقرات وتصويت راح يسعد قلبي)

الفصل الأول

ضحكاتها الأنثوية يملأ صداها باحة الجامعة، تأثرُ قلب أي رجل يدغدغ رنينها أذناه.
جالسةً في المنتصف كالملكة، تلتفُ حولها صديقاتها، تروي كل واحدةٍ منهن ماذا فعلت في الصيف، وأين قضت عطلتها.

في الوقت ذاته، أخذت هي دور المستمع، تعلق تارةً على كلامهن، وتضحك تارةً أخرى! لا تحتاج إلى أخبارهن بما فعلته في العطلة الصيفية، فجميعهن يعلمنّ أنها تقضي عطلتها في الريف مع جدتها، وخالها وأولاده.

كانت منهمكةً في جمع شعرها الأسود، الذي يحاكي سواده ظلمة الليل، حتى وقعت عيناها الجريئة عليه، يمشي بهيبةٍ لا تليقُ إلا بشخصٍ مثله، بوجهٍ يشع نوراً وبهاءً، وزادته تلك اللحية التي تحتضن ذقنه بكل دفء، هيبة على هيبته.

أما ملابسه الأنيقة فهي حكاية، كأنها صنعت  له وحده كي يزيدها جمالًا!

- من ذاك الشاب؟ أول مرة أراه؟
سألت بفضول، وعيناها الجريئة مازالت معلقة عليه.

ردت عليها إحدى صديقاتها بمللٍ ونفورٍ:
- أمم تقصدين الدكتور فِراس؟!

- «فِراس» !
رددت إسمه ببطء، كأنه زجاج تخاف أن يكسر.

تحدثت هذه المرة صديقتها الاخرى، قائلــــةً بثرثرة و حماس، كأنها ستكشف إحدى أسرار الدولة :
- دكتور فراس... أو كما يسمونه «الشيخ فِراس»! دكتور الأحياء؛ يقولون انه سيدرسنا هذا العام! رغم ملامح وجهه البشوشة، إلا أنه معروفًاعنه حزمه وجديته داخل قاعة الدراسة وخارجها.

- هل هو متزوج أم خاطب؟
لا تدري كيف سألت هذا السؤال، فهي لم تهتم يومًا بمعرفة الخلفية الأسرية لأساتذتها، او اي أحدًا من جنس الرجال؛ لكن مع هذا «الفراس» كل شيء أصبح معكوسًا بالنسبة لها!

هناك شيء يجذبها لمعرفة كل شيء عنه! لونه المفضل... طعامه المفضل... مغنيه المفضل! تريد أن تعلم ماضيه... و حاضره... و ماذا يخطط للمستقبل!

فاقت من شرودها على صوت صديقتها:
- لا أعلم!
ثم أكملت بثرثرتها:
- في الحقيقة، سمعت شائعةً بأنه متزوج من ابنة جيرانهم، و لديه طفلًا منها.

ألم قاتل أصاب قلبها الصغير، عندما تفوهت صديقتها بتلك الكلمات، كأن سكينًا حادًا يشق قلبها إلى نصفين. لم تعرف السكينة و الراحة إلى قلبها، إلا عندما هتفت صديقتها الأخرى بما أثلج فؤادها، وأعاد الأمل إلى وتينها!

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن