لا تنسوا ذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ🌹
الفصل ال23
رن جرس البيت في منزل وئام، فأسرعت لفتحه بسرعة، ظننًا منها أنه والدها، ولكنها تفاجأت بجارتهم نعيمة تقف أمام الباب وبجانبها ابنها المدلل سراج.
- خالة نعيمة وسراج، تفضلا! سأنادي والدتي.
نبست وئام بابتسامة مرحبة، وهي تدعوهما للدخول.
أوقفتها الخالة نعيمة، قائلةً في إحراج:
- لا داعي لمناداتها، فقط إذا لم يكن في الأمر إزعاجًا لكِ، هل يمكنك مرافقة سراج إلى المكتبة المركزية، ليعيد هاته المراجع.
أشارت بيدها إلى مراجع مدرسية يحتضنها سراج بيديه الصغيرتين، ثم تابعت بأسف:
- والده مسافر، وأنا مشغولة بشقيقته الرضيعة.
وافقت وئام بطيب خاطر، فهي تعلم أن جارتهم نعيمة لم يمضي شهر على إنجابها لمولودتها الصغير «لينة».
وبعد أن ارتدت ملابسها، واخبرت والدتها بأنها ذاهبة إلى المكتبة المركزية غادرت رفقة سراج الصغير، وبعد مرور نصف ساعة، كانا يقفان أمام مدخلها الرأيسي.
توجهت وئام مع سراج نحو المكتب المسئول عن استعادة الكتب، وبعد أن قاما بذلك، قررت وئام الذهاب إلى محل المثلجات لتشتري لسراج البعض منها، فسألته مسبقًا:
- سراج، ما رأيك أن نذهب إلى محل المثلجات، ونشتري البعض؟ هل توافق؟
لمعت عيون الفتى بالفرح، كأنه زُف له خبر نجاحه، قائلًا بطفولية:
- بالطبع!
ضحكت وئام بخفوت من الحماسة الطفولية التي أبداها، فسألته هذه المرة عن ذوقِه المفضل، بينما تسير معه خارج المكتبة:
- بأي نكه...
قبل أن تنهي سؤالها، لاحظت في الزقاق المقابل للمكتبة، عجوز تحاول الأستناد إلى الحائط، لكنها كلما حاولت فعل ذلك تخر إلى الأرض، كأن قدماها من الهولام، فأسرعت بتجاهها بعد أن أمرت سراج بألا لا يتحرك من مكانه.
أقتربت منها بلهفة وهي تسألها في قلق:
- يا خالة، هل أنتِ بخير؟
رفعت العجوز وجهها الشاحب لها، كأن الروح غادرته، أنفرجت شفتيها لتفصح عن ما بها، لكنها غابت عن الوعية، تاركةً وئام تنادي عليها بينما تهز جسدها بخوف.
نهضت من مكانها في فزع، تنادي على أي أحد من المارة يساعدها في إسعاف العجوز، ولرحمة ﷲ كان هناك رجل في الستينيات، تبدو عليه الهيبة والوقار، متوجهٍ نحو سيارته.
- يا عم، أرجوك ساعدني، هناك خالة فاقدة للوعي.
ترجته وئام وقد بدأت دموعها بالأنهمار، حتى ظن الرجل للوهلة الأولى أن العجوز من عائلتها.
أنت تقرأ
رواية صفاء الروح 🥀
Randomفي هذه الرواية لا تتوقع أن تجد بطلًا خارق القوى، ثريًا ثراءً فاحشًا، ولا بطلة جميلة جمالًا خارج أسوار الطبيعة، ذات براءة تشبه براءة الأطفال.. هنا ستجد عزيزي القارئ؛ شخصيات عادية... صادفتها على أرض الواقع أو كانت جزء من دائرة معارفك! مهما اغرانا ا...
