الفصل السادس

445 54 14
                                    

الفصل السادس

لا تنسوا ذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ 🌹
******

- ماذا؟ كوثر ستقضي العيد معنا؟ انتهى العيد قبل أن يبدأ!

نهرتها الخالة نادية بحدة:
- تأدبي يا فتاة! الحاجة كوثر ليست في سنك؛ لتنطقي إسمها هكذا بلا ألقاب.

حركت يداها دون اهتمام لكلام شقيقتها، واكملت حديثها اللاذع بأعين تشع غضبًا:
- قولي لها أنها غير مرحبًا بها هنا، فلتذهب لقضاء العيد مع إحدى بناتها.

ثم استطردت بسخريـــة:
- فهن النسخة المصغرى عنها!

زفرت الخالة نادية أنفاسها ببطء، محاولةً التحلي بأكبر قدر من الهدوء
«يا الله، هذه الفتاة ستتسبب بموتي يومٍ ما، أعلم مقدار كرهها للحاجة كوثر، تُطيق العمى ولا تطيق ذكر اسمها أمامها. أسأل الله أن يمرر الأيام القادمة على خير»

استفاقت من دوامة أفكارها على صوت ابنها فِراس:
- السلام عليكم.

ردت عليه بصوتها الحنون، وكذلك فعلت زهية رغم حمرة الغضب التي شقت طريقها إلى وجهها كنهراً أحمر:
- و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته بنيّ...

اقترب من والدته يقبل جبينها بحب ومودة، زرعتهم هي في قلبه، وها هي تحصد الآن نتاج ما فعلته.. ولدًا بارًا بها، يطيعها، وكلامها سيفٌ على رقبته!

صدق من قال: «من جد وجد، و من زرع حصد»، فإزرع زهور الود؛ لتلفحك برائحتها الطيبة عند حصادها!

جلس في مقابلة خالته الظاهر على  ملامحها الغضب، فسألها في استغراب:
- لما أنتِ غاضبة هكذا؟ هل حدث شيء؟

وكأن سؤاله كان الإصبع الذي ضغط على زر غضبها، لينفجر مرةٍ أخرى:
- عمتك كوثر ستقضي معنا العيد هذا العام

- أوه!
هذا كل ما استطاع فِراس قوله، فهو يعلم طبيعة العلاقة بين خالته وعمته؛ يكرهان بعضهما بشكل يدعو إلى التعجب أحيانًا.

تحدثت الخالة نادية بنبرةٍ جادة:
- هي ضيفة، ولا يمكننا طرد ضيف من بيتنا، وأكثر من ذلك هذا بيت شقيقها- رحمه الله -

- لكنك تعلمين مدى كره*ها لي؛ فمنذ رفضي لأبنها، وهي تعاملني بتكبر وعنجهية. من يرى تصرفاتها يظن أنني رفضت ولي العهد! ليس شخصًا تافهًا، لا هدف له في الحياة، سوى التسك..

قاطعها "فِراس" بنبرة حازمة، قبل أن تتمادى أكثر:
- لا أعتقد أنكِ ستكونين مسرورة، وأنتِ تمنحيه حسناتك على طبق من ذهب، لا تنسي نحن في إحدى الأشهر الحرام، تتضاعف فيه الحسنات؛ كذا السيئات!

زفرت زهية أنفاسها بقوة، مستغفرةً ربها بصوتٍ مسموعٍ، تُدرك أن ما قالته لا يجوز، لكن - للأسف - غضبها يسيطر عليها، كلما ذكر إسمه، نارًا تشتعل في قلبها، لا يطفئها سوى رحيلها!

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن