الفصل السابع عشر

276 26 12
                                    


لا تنسوا ذكر الله، والصلاة على النبي ﷺ ✨

محبوبتي الجريئة ✨
الفصل السابع عشر.

«يوم الجمعة الثاني والعشرون من أكتوبر، الثانية صباحا.
في الأخير، اكتشفت أن ما كنت فيه مجرد وهم! وهم صوره لي قلبي، وجعلني أعيش جميع تفاصيله كأنه حقيقة، وعندما استيقظت منه، وجدت الواقع شيئا مختلفا تماما...»

خطت تلك الكلمات على أوراق مذكرتها الوردية، بعد أن جفاها النوم طيلة الليل. تنام لدقائق معدودة، ثم تستيقظ لتبقى عيناها تحدق في سقف الغرفة بلا تعب، كأنها تتحدى صبرها عليها.

وضعت قلمها المميز داخل مذكرتها ذات التصميم الراقي، ملقية بها على جانبها الأيمن من السرير بإهمال، كأنها لم تكن تعاملها منذ لحظات كقرورة، تخاف أن تكسر؛ ثم ما لبثت أن حملت هاتفها بتثاقل، لتتفحص آخر الأخبار الموجودة على الصفحة الرئيسية لجامعتها. سخرت من نفسها بشدة، من سينشر خبرا في هذا الوقت المتأخر من الليل؟! فليس الجميع خانه النوم، وصاحبه الأرق مثلها!

وبينما هي في سكرة التنقل من فيديو إلى فيديو، ومن منشور إلى منشور، وصلها إشعار بتلقيها رسالة.

جعدت ما بين حاجبيها بدهشة، وداخلها يصرخ بالفضول، لمعرفة من يشاركها سهاد قلبها!

«هل أنتِ واقعة في العشق الممنوع، لتبقي ساهرة حتى هذا الوقت من الليل؟!»

أدركت من مضمون الرسالة الساخر، وتلك الصورة الغريبة، صاحبة الرسالة، دون أن تضطر لنظر للاسم؛ فردت عليها بسخرية مماثلة:
«إذا كان العشاق فقط من يسهرون الليالي، فإذن أنتِ منهم!»

مطت الأخرى شفتاها بعدم رضى من إجابتها، ثم كتبت لها بحسرة مصطنعة:
«كنت أتمنى ذلك، لكن لا زال زوجي المستقبلي مختفياً عن الأنظار. وأنا- وأعوذ بالله من كلمة أنا- أتشوق لتجربته لكن في الحلال يا عزيزتي، فسيكون له طعم خاص!»

ثم تابعت الكتابة بفضول:
«أمم، ألن تقولي لي ما الذي جعل فتاة جميلة مثلك، تفسد جمالها بالسهر؟»

تنهدت بحزن، وهي تقص عليها من الألف إلى الياء ما حدث معها أمس، دون أن تنسى كتابة حرف واحد، كأنها بهذا تتخلص من كل ذلك الحمل الثقيل الذي يجثم على قلبها.

كانت الأخرى تقرأ كلماتها دون مقاطعة، وقد اكتست ملامحها الجدية، وتخلصت من رداء المزاح؛ فتلك المشاعر والأحاسيس المتجسدة على شكل حروف، أوضحت لها مدى الضياع الذي تعيشه صاحبتها. وما أن توقفت عن الكتابة، ردت عليها بسؤال مباغت، بلا مقدمات ولا مجاملات:
«أصديقني القول يا صفاء، لماذا حتى الآن لم ترتد الحجاب؟»

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن