ولذكر ﷲ طمأنينة وسكون؛ فلا تبخلوا على أنفسكم بتلك الراحة. ولا تنسوا الصلاة والسلام على رسول ﷲ - ﷺ
*********
الفصل السادس والثلاثون. ج1«سررر... سررر...»
علا صوت المنبه في أرجاء الغرفة الصامتة؛ حيث اتخذت الظلمة منها ملجًأ لها من ضوء الشمس الذي بدأ في نشر خيوطه على النوافذ والجدران، فتململت النائمة بانزعاجٍ منه، ساحبةً الوسادة لتضعها على أذنها فلعل وعسى تسد عنها ذلك الصوت المنفر. لكن على ما يبدو فلم تنفع تلك الحيلة معه، فقد استمر رنينه حتى وصل صداه إلى خارج الغرفة، جاعلًا والدتها تهتف بغضبٍ بينما تقتحم الغرفة:
- استيقظي يا فتاة ينتظرنا يومًا شاق.تململت صفاء بكسلٍ ثم قالت بينما تنظر إلى ساعة هاتفها بأعين ضيقة:
- ما زالت السابعة صباحًا فقط، وأيضًا اليوم الجمعة، فمن سيأتي للغداء قبل الصلاة؟ردت عليها والدتها بنبرة حازمة بينما تتجه نحو الستائر لتعطي الفرصة لخيوط الشمس بأن تستكشف خبايا الغرفة:
- والدك وأعمامك قد قاموا منذ وقت بالانتهاء من ذبيحة العقيقة، وسيادتك تتمرغين في فراشــــك كالكسلان، بينما أنا وزوجة عمك غارقتان في المطبخ.وتابعت بلوية فمٍ:
-. هل هنالك فتاة مقبلة على الزواج تنام حتى الآن؟ مسكين فراس سيعاني معك.مددت الأخيرة جسمها بلطفٍ ثم رفعت الغطاء عنها بعد أن اعتدلت في رقدتها قائلةً لوالدتها بصوتٍ مبحوحٍ هائمٍ:
- آه يا نبع الحنان، سأغدقه حبًا وحنانًا ودلالًا حد التخمة، فيصبح نومي نسمةً باردة على قلبه... اوتش!أطلقت صفاء تلك الصرخة المتألمة بعدما رمت والدتها فجأة عليها منشفة المطبخ ثم صاحت فيها بحنقٍ:
- لقد أصبح لسانك وقحًا يا فتاة، انهضي بسرعة قبل أن أريك المعنى الحقيقي لنوم.-حسنًا.
ثم سألت فجأةً والدتها التي أعطتها ظهرها:
-أمي، هل طبختم «الدوارة؟»التفتت لها والدتها باستغرابٍ من سؤالها ثم سرعان ما أدركت سبب سؤالها قائلة بسخريةٍ بينما تكتف يداها أمام صدرها وترفع حاجبها الأيمن:
- تريدين إظهار حنة يداك لأهل زوجك المستقبلي؟- نبيهة كالعادة يا أمي!
نبست بفخرٍ ثم استرسلت بابتسامة لعوبة فيما راحت اقدامها تتقدم نحو والدتها:
- امم أليست هذه غايتك أيضًا يا نبع الحنان؟دفعتها الأخيرة إلى الوراء بخفــةٍ، محاولةً إخفاء تلك اللمعة التي ظهرت في عينيها عندما التقطت ما قالته ابنتها:
- كفاكِ سخافةً وأذهبي لغسل وجهك.ثم تابعت قبل أن تغادر مدعيةً عدم الاهتمام، ما جعل ابتسامة صفاء تتسع:
- وأيضًا لم يقم أحدًا بطبخها.*****
بعد أن أنهت صفاء روتينها الصباحي، أسرعت لشقة عمها فؤاد لتقوم بإعداد الأكلة التي سألت والدتها عليها، وبعد أن سلمت على زوجة عمها والباقون، دلفت إلى المطبخ بحماسٍ لتظهر كل موهبتها التي تعلمتها في الطبخ... ألا يقولون أن أقرب طريق إلى قلب الرجل هي معدته؟ حسنًا هي ستتخذ اليوم هاته الطريق لتفوز بقلبه... ويا ليتها تدري أنها قد استولت عليه منذ مدة!
أنت تقرأ
رواية صفاء الروح 🥀
Randomفي هذه الرواية لا تتوقع أن تجد بطلًا خارق القوى، ثريًا ثراءً فاحشًا، ولا بطلة جميلة جمالًا خارج أسوار الطبيعة، ذات براءة تشبه براءة الأطفال.. هنا ستجد عزيزي القارئ؛ شخصيات عادية... صادفتها على أرض الواقع أو كانت جزء من دائرة معارفك! مهما اغرانا ا...