الفصل الثامن والعشرون

289 22 32
                                    


لا تنسوا ذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ
Vote and comment, please!

Enjoy! 💛

الفصل ال28..
- هل ستغادرين الآن؟ ألن تبقي لتناول العشاء معنا؟
كان ذلك صوت حفصة  وهي تســأل زهية التي تعدل نقابها أمام المرآة الموجودة عند مدخل البيت، فردت عليها بأسف:
- كنت أتمنى ذلك، لكن كما سمعت فقد جاء فراس ليقلني.

تنهدت حفصة بقلة حيلة، فقد تمنت لو أنها قضت الليلة معها، لكن ماذا عساها تفعل، فيبدو أن تلك النار بين الغراب والمغربي لن تخمد بهذه السهولة، رغم مرور كل هذا الوقت!

رن جرس الباب، لتسرع زهية بفتحه ظننًا منها أنه فراس مل من انتظارها، فصعد ليناديها. لكنها تفاجأت بوجود ماريا تقف أمام الباب رفقة جميلة.
- هذا أنتما؟
ألقت زهية سؤالها برفعة حاجبٍ، وهي تستند إلى حافة الباب.

مطت جميلة شفتيها بشزرٍ، ثم قالت:
- نعم. ألم نعجب سيادتك يا ابنة المغربي؟

- أخشى أن أقول نعم؛ فتهرعين إلى زوجة خالي وتشتكينني إليها! وبالطبع ستزيدين بعض البهارات من عندك، أليس كذلك... يا ابنة الغراب؟

أطلقت جميلة همهمة حانقة، بعد إدراكها ما ترمي إليه زهية، فدفعتها بخفةٍ وهي تلج إلى الداخل دون أن تلقي السلام على حفصة المستندة إلى الجدار.

تجاهلتها زهية ببرود وفتور ثم ألقت بنظرة ذات مغزى اتجاه ماريا التي ظلت تتابع حديثهما في صمتٍ، قائلةً:
- كيف حالك يا ماريا وحال ابنك؟

افتر ثغر ماريا عن ابتسامة خفيفة، مجيبةً إياها وهي تمسد على بطنها المنتفخ:
- نحن بخير والحمد لله، وأنتِ كيف حالك وحال الخالة نادية؟

- بخيرٍ والحمد لله.
ثم استطردت بينما ترمقها بنظرةٍ ذات مغزى:
- يبدو أن علاقتك مع جميلة قوية جدًا!

أومأت ماريا برأسها بتأكيد وهي تدلف إلى البيت، ثم قالت بهدوء:
- أجل.
واسترسلت بسخريةٍ بعد أن ألقت نظرة جانبية على حفصة التي تحدق فيها بملامحٍ باردة:
- على الأقل ليست منافقة مثل بعض الأشخاص!

ومع انتهائها من ردها الساخر؛ أكملت سيرها نحو الداخل، تاركةً زهية تنظر في أثرها في دهشةٍ وعدم تصديق، ثم التفتت إلى حفصة سائلةً إياها بعدم فهمٍ:
- هل أصبحت الشمس تشرق من المغرب؟ جميلة ليست منافقة!
أردفت باستهزاء:
- أليست جميلة من أرتها النجوم في عز الظهر في بداية زواجها؟ والآن أصبحت هي الشخص الطيب في نظرها! ما الذي يحدث يا حفصة؟

مطت حفصة شفتيها في عدم اكتراثٍ ثم قالت:
- دعكِ منها ومن سذاجتها!

هزت زهية كتفيها بلا مبالاةٍ، فالأمر في النهاية لا يعنيها، وابنة خالها حفصة قادرة على الاعتناء بنفسها.
وبعد أن ودعت حفصة، أسرعت بالمغادرة، فقد تأخرت على فراسِ الواقف عند مدخل العمارة.

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن