الفصل التاسع والعشرون

291 16 34
                                    

لا تنسوا ذكر ﷲ - عز وجل -، والصلاة والسلام على رسول ﷲ - ﷺ-.
Vote and comment!
Enjoy! ❄️

******

الفصل ال29

استيقظت صفاء باكرًا على غير عادتها، وقد دَبّ فيها نشاطٍ غريب منذ إدراكها أمس بأن لديها اليوم حصة مع أستاذ قلبها. أدت فرضها وغيرت ملابسها إلى فستان أزرق كزرقة السماء ولفت على شعرها حجاب أسود، قصيرًا نسبيًا.

نظرت لعنكاسها في المرآة، تتطلع إلى ملامح وجهها بابتسامة غريبة، أخافت التي تدعي النوم على سريرها؛ فعلى ما يبدو أن نظريتها كون شقيقتها تسير في طريق الجنون ستصبح أكيدةً؛ خاصةً عندما رأتها ترفع قلم الكحل من على الطاولة، تحدق فيه تارةً وتسرح في خيالها تارةً أخرى. وفي الأخير وضعته على الطاولة، واكتفت فقط بوضع كريم ترطيب على وجهها الخالي من آثار الزمن.

انتفضت النائمة فجأةً عندما وصلها صوت شقيقتها المغتاظ:
- توقفي عن اختلاس النظر إليّ كاللصوص، الأمر حقًا مزعجٌ!

رمت نسرين الغطاء من عليها ثم تنحنحت قائلة بنبرةٍ مبحوحةً من أثر النوم:
- و.. وأنتِ لماذا تتصرفين بغرابةٍ منذ الأمس؟ واضح أنكِ بدأتِ تصابين بالجنون!

- جنون؟
كررتها صفاء باستنكار ثم استطردت وهي تضع يداها على خصرها، وتنحني قليلًا إلى الأمام:
- هل أصبح تعبير الشخص عن فرحته جنونًا يا سليطة اللسان؟

تجاهلت نسرين ما قالته وركزت انتباهها لكلمة «فرحته» التي انسلت من ثغر شقيقتها، فاقتربت منها بسرعة أجفلت صفاء، فأمسكت بيدها وهي تسألها في فضول:
- فرحة؟ هل ربحتِ اليانصيب؟

أبعدت يدها بغيظٍ ثم قالت:
- استغفر الله، ما لي واليانصيب!

- ما بها اليانصيب؟ لعبة مثل جميع الألعاب؛ فيها فوز وخسارة.

ضربتها صفاء بخفةٍ على جبينها مما نطقت به قائلةً في جدية:
- لقد سمعت شيخًا يقول بأنها تدخل في القمار، فهي لا تجوز.

- ومنذ متى أصبحتِ تتابعين الشيوخ؟

- احتفظي بنبرتك المستفزة لنفسكِ. وأيضًا لماذا لا أتابعهم، ألستُ مسلمة؟

- بلى! لكن مسلمة بالاسم يا صفصف.

أخذت صفاء نفسًا عميقًا ثم زفرته على مهلٍ ثم قالت:
- لن اسمح لسليطة لسان مثلك أن تفسد يومي.

- لا يهم ما تقولينه، ما يهم الآن أن تخبريني عن سبب فرحتك، فما هو؟

افترت شفتي صفاء عن ابتسامة عريضة، متذكرةً سبب سعادتها وأنها ستراه اليوم، فردت عليها بينما تمسك بطرف حجابها تلاعبه بين أصابعها:
- لن أخبرك!

فرغت من كلامها مغادرةً الغرفة بخطواتٍ متمايلة، ولسانها يدندن أعذب لحن، فحدقت نسرين في أثرها بامتعاضٍ ثم حدثت نفسها بسخريةٍ:
«وتستنكر عليّ منادتها المجنونة!».

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن