الفصل السادس عشر

267 27 6
                                    

قبل القراءة؛ لا تنسوا ذكر الله، والصلاة على النبي.ﷺ✨

قراءة ممتعة ✨

الفصل السادس عشر.

وقفت سارة بحيرة في المنتصف، تنظر تارةً إلى باب غرفتها الذي أوشك ان يتحطم على يد زوجها العزيز، وتارة أخرى إلى باب غرفة ابنتها... لا تدري ماذا تفعل، هل تلحق بزوجها الغاضب أو بفلذة كبدها!

«اذهبي خلف والدي!»

قفز قلبها من الفزع، عندما اقتحم ذلك الصوت الانثوي جدار أفكارها، فالتفت وراءها بسرعة كردة فعل؛ ففوجئت بابنتها نسرين تقف خلفها، وهي تحدق فيها بطفولية وبراءة، كأنها لم تكد منذ ثواني ان توقف قلبها عن العمل؛ فهتفت فيها بانفعال طفيف، محاولةً السيطرة على نبضات قلبها المتسارعة:
- ما بك يا فتاة؟ كدت توقفين قلبي من الفزع، الن تتوقفي عن أفعالك الطفولية هذه؟

قلبت نسرين عينيها بملل، متجاهلةً كلام والدتها، وهي تقول بجدية:
- لا يهم، ما يهم الآن أن تلحقي بوالدي، وتهدأي بركان غضبه.

نهرتها والدتها بشدة:
- ما هذا الكلام يا فتاة؟ كيف تصفين والدك بهذا الوصف؟
ثم تابعــت باستغراب:
- بالمناسبة، متى عدتِ من المدرسة؟

- قبل أن يدخل أبي إلى غرفــته.

- وهل ظللت كل ذلك الوقت واقفة خلفي كالتمثال؟

- بالطبع لا، كنت جالسة هناك - وهي تشير إلى المقعد المعزول عن غرفة الجلوس - اتناول بذور دوار الشمس.

وضعت سارة يدها على رأسها بيأس من برودة ابنتها الصغيرة، و التي لا تتأثر باي موقف يحدث أمامها.

- دعينا نعود لموضوعنا الأساسي

فاقت سارة على جملة ابنتها الأخيرة، فنظرت إليها باستغراب، وهي تسألها:
- اي موضوع؟

- تهدأت أعصاب والدي!

- وما علاقتك انتِ بالأمر؟
أجابتها نسرين ببساطة، وهي تخرج من محفطتها المدرسية ورقة، ثم قامت برفعها امام أعين والدتها:
- انظري!

- ما هذه؟

- ستقيم المدرسة احتفال بمناسبة يوم الشهيد، وطلب مني الأستاذ ان اكون انا - هتفت بها بفخر - رأيسة نادي العلوم، وهذه الورقة تصريح بذلك.

- جيد حبيبتي، انا فخورة بك؛ لكن ما علاقة الأمر بوالدك، يا فهيمة؟!
سألتها والدتها باستنكار.

-تعلمين كرأيسة لنادي، احتاج شراء ملابس جديدة وبعض المستلزمات، وبما أن «يوم الشهيد» بعد غدٍ، فأنا احتاج لذهاب اليوم برفقتكِ لشراء هاته الأشياء، وإذا ظل أبي على حاله لن نستطيع.

-لا زالت لم أفهم، ما العلاقة بين الشراء ووالدك؟

«أحيانًا استغرب من أين لي - أنا - بهذا الذكاء؟ ربما من جدتي!»
همست نسرين في نفسها بامتعاضٍ، ثم وجهت نظرها لوالدتها، قائلةً بصراحة:
- أريد المال منه.

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن