الفصل الثاني والثلاثون

372 22 54
                                    


لا تنسوا ذكر ﷲ تعالى، والصلاة والسلام على رسول ﷲ ﷺ

ملاحظة: فصل اليوم مليء بالحزن .

*****

الفصل الثاني والثلاثون.

واقفٍ أمام الغرفة التي أدخلوا إليها صفاء بعد أن أغمي عليها واتصل بالإسعاف، ينتظر بهدوءٍ ظاهري خروج الطبيب ليطمئنه على حالتها، وبينما هو يعد الدقائق والثواني ليرتاح باله عليها وصله أنين الطفلة الجالسة على كرسي الانتظار فنظر إليها ليراها تحتضن نفسها وتطأطأ رأسها بحزن ولولا اهتزاز جسدها الدال على بكائها لظن بأنها تعاني من كابوس.

جثى على ركبتيه أمامها ثم قال لها بحنانٍ ودفءٍ:
- لا داعي للبكاء صغيرتي، شقيقتك ستكون بخير وأيضًا لقد اتصلت بوالدك سيأتي خلال دقائق فقط.

وما أن سمعت نسرين باسم والدها حتى رفعت إليه وجهها الذي جعلت منه دموعها الحارة ممر عبورًا لها، فسألته بصوتٍ مرتعشٍ غادره الأمان:
- هل تقول الحقيقة؟

- نعم صغيرتي.

- نسرين!

وقبل أن تقول شيئًا آخر اخترق مسامعها صوتٍ رخيمٍ مغلف بالقلق ينادي على اسمها؛ ذلك الصوت الذي رمى على قلبها رداء الأمان فانتفضت من مكانها مسرعة لترتمي في أحضانه، وقد فاضت أعينها بالدمع. مرددةٍ اسمه من بين شفتاها المرتعشة:
- أبي!

استقبلها الأخير بحنانٍ وهو يزيد من احتضانها قائلًا لها بنبرة محملة بالدفء:
- لا داعي للبكاء صغيرتي، كل شيءٍ سيكون بخير.

رفع نظره إلى فراس مردفًا:
- ماذا قال لكم الطبيب؟

- لم يخ...

وقبل أن ينهي فراس ما كان سيقوله فُتح باب غرفة الطوارئ التي أُدخلت إليها صفاء ليطل منه الطبيب وبجانبه ممرضة.  فألقى فراس بسؤاله عليه وقد بان القلق على نبرته:
- كيف حالها أيها الطبيب؟

نظر الطبيب المسن إليه ثم سأله:
- هل أنت زوجها؟

تنحنح فراس باحراج من سؤاله ومازاد من حرجه تلك النظرة الممتعضة التي رمقه بها السيد بلال.

سمعه يرد على الطبيب:
- أنا والدها، كيف حالها الآن؟

رفع الطبيب نظره إليها قائلًا بينما يعدل نظاراته الطبية:
- لا تقلق يا بني هي بخير الآن، فقدانها الوعي ناتج لتعرضها لصدمة قوية تسببت في انخفاض في ضغط دمها.

- الحمد لله.
همس بها فراس وكذلك فعل السيد بلال، فسأل الأخير الطبيب:
- متى ستستيقظ؟

- هي مستيقظة الآن، لكن على الطبيب النفسي أن يراها.

- هل جنت أخيرًا؟

نظروا جميعهم إلى تلك الصغيرة التي خرجت من أحضان والدها على الفور ما أن تناهى إلى مسامعها ما قاله الطبيب، من يراها لا يصدق أنها نفس الفتاة التي كانت تبكي في حضن حاميها.

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن