الفصل السابع والثلاثون

199 14 17
                                    

ولذكر ﷲ طمأنينة وسكون؛ فلا تبخلوا على أنفسكم بتلك الراحة. ولا تنسوا الصلاة والسلام على رسول ﷲ - ﷺ
*******

الفصل ال37

- أمي، أين صفاء؟
سألت نسرين والدتها المشغولة في تنظيف الأواني، فأخبرتها بأنها ذهبت لرؤية الحاجة أم فؤاد.

مطت الأخيرة شفتاها بعبوسٍ قائلةٍ:
- ولماذا لم تخبرني؟ كنت أرغب بالذهاب معها لرؤية جدتي أم فؤاد؟

-لتتسللي كعادتك إلى سطحها وتزعجي دجاجاتها المسكينة!
ردت عليها والدتها بتهكمٍ.

وبعبوسٍ اعترضت الأخيرة على كلامها:
- لم أعد أفعل ذلك.

- يكفي أنكِ كنتِ تقومين بذلك من قبل. والآن غادري المطبخ أنا مشغولة الآن.

وتحت وطأت كلمات والدتها المنزعجة؛ استدارت لتغادر المطبخ لكنها التفتت فجأةً عندما سمعت نداء والدتها وطلبها منها منادات زوجة عمها أم إحسان، فأومأت الأخيرة بخيبة أملًا طننًا منها في البداية أن والطًدتها قد غيرت رأيها، وستسمح لها باللحاق بشقيقتها، لكن أملها قد تمّ بتره ببرودٍ.
**********

- صفاء!

التفتت صفاء بتفاجئٍ لصوت الطفولي الذي ناد عليها، فنبست باستفاهمٍ:
- أميرة! مع من جئتِ؟

- مع أخي رائد.
أجابتها أميرة بصوتها الخجول ثم سألتها بترددٍ:
- إلى أين أنتِ ذاهبة؟

- إلى الجدة أم فؤاد.

لمعت الفرحة الممزوجة بالحماسة على وجه أميرة ما أن دغدغ  ردها طبلة أذنها الصغيرة، فألقت سؤالها عليها بعينٍ حيية:
- هل يمكنني الذهاب معكِ؟

لطافة أثرت قلب صفاء؛ فصار من المحال ألا ترضخ لسطوتها... فما كان منها إلا أن تقبل اصطحابها معها لبيت الجدة.
*
*
*
وأمام المبنى الذي تقطن فيه عائلة الزياتي، توقفت سيارة فراس أمام بابه الرئيسي، فترجلت والدته منها قائلةً له بعد أن تذكرت:
- نسيت أن أخبرك أن الرجال سيكونون في بيت السيد بلال.

- لقد أخبرني بذلك أمس.

- جيد، أراك لاحقًا إذن.
تحركت الخالة نادية بخطواتٍ ثابتة ورزينة نحو البناية بينما غادر فراس ليؤدي صلاة الجمعة، وما أن وطأت قدماها عتبة المدخل التقت بأم الزين التي رمقتها باستغرابٍ وفضولٍ.
- من أنتِ؟ هل انتقلتِ لحينا حديثًا؟

جعدت الخالة نادية ما بين حاجبيها من المرأة المتطفلة الواقفة أمامها في زينةٍ كاملة، قائلةً لها برفعة حاجب:
- أليس من باب الاحترام والأدب أن تلقي السلام على شخصٍ أول مرة تلتقين به؟

كسى الخجل وجه أم زين من كلماتها، ولكنها حاولت تدارك الأمر بابتسامة مصطنعة قائلةً:
- أعتذر منك يا سيدة، لقد سيطر عليّ الفضول فقط. أنا أم زين أسكن في هذه العمارة، وأعرف جميع الجيران معرفةً جيدة.

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن