الفصل الأربعون

251 14 6
                                    

ولذكر ﷲ طمأنينة وسكون؛ فلا تبخلوا على أنفسكم بتلك الراحة. ولا تنسوا الصلاة والسلام على رسول ﷲ - ﷺ -
قلة التفاعل، تحبط عزيمتي في الكتابة، فأرجوا منكم أن تعلقوا على الفقرات، أو تصوتوا على الفصل.
أسعدوا قلبي؛ أسعد الله قلبكم.
*****
الفصل الأربعون.

رَمى المنشفةَ على السريرِ، ثم سارَ نحو خزانته، مخرجًا منها مذكرتَه. جلس خلف مكتبه الصغير، وبدأ يخط عليها تلك المشاعر التي استوطنت قلبه:
«الأحد، الثاني من نوفمبر، الساعة الثالثة والربع مساءً».

«أعلم أنها لا تحبني؛ لكن أخبروا قلبي بذلك».

عبارة تفيضُ حزنًا، خُطَّت بأيدٍ مرتشعةٍ على الصفحة البيضاء، لتغتصب منها لونها البريء وتكسبها لونًا أسودَ كئيبًا. وزادت تلك الكلمات البائسة من كآبته.

تابع بابتسامةٍ باهتة:
«أعتذر منكِ للمرة التي لا أعرف عددها، فها أنا ألطخ كعادتي نقاءك بشوائب كلماتي، التي لم أجد لها مصرفًا سوى على أوراقك البيضاء. أرجو أن يتسع صدركِ لها كالعادة.

اليوم، وقبل أن أنزع مئزري الأبيض، هاتفني والدي ليخبرني أن والد وئام قد حدد موعد الرؤية الشرعية، والتي ستكون غدًا مساءً. أكذب عليكِ إن قلت إنني لم أسعد بذلك الخبر، لكن... لكن كلما تذكرت كلمات شقيقتي مريم حول إمكانية رفض وئام لطلبي، ينقبض قلبي، وتخور عزيمتي...».
توقف هنيهةً عن الكتابة، ثم واصل:
«في رأيكِ، هل إذا رفضتني، أكرر التقدم لها من جديد، أم أحفظ كرامتي؟
على كل حال، إجابة هذا السؤال سابقة لأوانها. أما الآن فدعيني أقص عليكِ ما حدث اليوم معي في المستشفى».

سرد على صفحاتها ما حدث مع الفتاة المسكينة ووالدها الطاعن في السن، ثم تابع بشفقةٍ:
«كان منظر الفتاة يثير شفقة أي إنسان، فلماذا لم يشفق هو عليها رغم أنها خطيبته؟ لماذا لم يتأكد من صحة ما عرفه؟ ألا يجب أن تكون هناك ثقة بين شخصين على وشك أن يبنيا بيتًا معًا؟
تعلمين، عندما ولجت إلى غرفة المكتب، سألت نفسي، ماذا كانت ستكون ردة فعلي لو كنت مكانه؟ واتضح أن الفتاة حامل حقًا، وليس مجرد خطأ طبي... في الحقيقة، لا أعرف!... لكن ما أعرفه أنني لن أفعل ما فعله هو، فأنا لستُ حيوانًا!».

وضع القلم على الطاولة، ثم أرخى جسده على الكرسي، مطلقًا نفسًا عميقًا. نهض بعد برهةٍ من قعدته، متوجهًا نحو سريره ليأخذ قيلولة، لعلها تنسيه ما ينتظره غدًا.

وقبل أن يطبق جفنيه، ويستسلم لسلطان النوم، رن هاتفه، فالتقطه بضجرٍ، وزاد ضجره عندما علم هوية المتصل، فرد ببرودٍ وعملية:
«هل حدث شيء يا دكتورة جنى؟».

وصله ذلك الصوت المرتجف من خلف سماعة الهاتف:
«ف... فقط أردت سؤالك عن العم صادق، هل نعطيه حقنة مسائية أم لا؟».

«قبل ذهابي طلبت من الممرض إعطاءه حقنة، لهذا لا داعي لذلك، جسمه ضعيف جدًا ليأخذ أكثر من واحدة».

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن