لا تنسوا ذكر ﷲ تعالى، والصلاة والسلام على رسول ﷲ ﷺ
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير وعافية.
ينعاد علينا وعليكم أعوام عديدة ومديدة.
أعتذر على التأخير.
********
الفصل الرابع والثلاثونوتحت وطأت منتصف الليل؛ كانت هي تتخذ من إحدى زوايا غرفتها ملجًأ لأحزانها وقلة حيلتها، مستندةً إلـــى الجدار، تــضع رأسها على ذراعيها المضمومة على ركبتيها، وقد لمعت دموعها من سطوة ضوء القمر المتسلل من النافذة.
«تــرى هل هي حقًا النهاية يا ريان؟ لــن توفي بوعدك وتأتي لطلب يدي كما قلت في آخر رسالة أرسلتها لي؟ كنت ولا زلت شخصًا أنانيًا لا يفكر إلا في نفسه! كان قلبي بتول لم يسكنه إلا حب عائلتي وأصحابي؛ فعلقته بك، فصار يقضي الليالي يفكر في وصالك والظفر بنظرةٍ منك».
تمتمت وئام بقلبِ مفطورٍ وعيناها مسلطة على القمر المضيء. كانت كل كلمة تهمس بها تتبعها بزفرةٍ مجهدة.تابعت بشجنٍ:
« حتى عندما تخلى عنك؛ لم تتركه يهنئ بذلك السلام النفسي الذي أنعش أوردته. انتزعته منه برسالةٍ حادةً تضاهي السيف في حدته... لن أنكر بأنني أحببتك؛ فالحب داء من يصاب به يصعب عليه أن يشفى منه. لكن حبك كان متعبًا مرهقًا، لم أحصد من ورائه سوى الألم. فيا ليتك لم تنظر إليّ بتلك النظرة... يا ليتك لم تدخل حياتي... يا ليتك لم تحبني... ويا ليتني حافظت على قلبي... ويا ليت...»صمتت بغتةً عن الحديث في محاولةٍ منهــــا لردع تلك الشهقة التي تحاول التملص من فاهها.
ألم ينخر قلبها، لم تعد تفرق إذا كان ألم الفراق أو الندم؟
ندمًا على أيامٍ وليالٍ عاشتها في التلذذ برومانسيةٍ زائفة!
*
*
*
*- السيد محمد غير موجود يا دكتور فراس.
نطق سليم سكرتير محمد لفـــراس الذي كان يهم بطرق باب صديقه، فنظر إليه بحاجبين معقودين، فليس من عادته أن يغيب إلا إذا كان الأمر جلل، فسأل سليم:
- هل اتصل بك؟أجابه بينمــا يحرك عويناته ذات اللون الذهبي:
- نعم. أخبرني بأن لديه ظرف عائلي.
- ظرفًا عائليًا!
كررها بهمسٍ وقد بدأ القلق يســاوره، فالتقط هاتفه من جيبه ليتصل بــه، فوصله صوته المنهك الذي طغت الكآبة عليه:
«السلام عليكم».«وعليكم السلام»
رد عليه فراس ثم تابع بتساؤلٍ:
«هل أنت بخير؟ يبدو صوتك مرهقًا».تنهد الأخير ثم أجابه:
«بالأمس تعرضت ماريا لنزيف شديد والحمد لله كان مراد موجود معها».« وهل هي بخير الآن؟»
« نعم بخير، لقد استطاعت الطبيبة إيقاف نزيفها وتوليدها».
«الحمد لله على سلامتها، ومبارك عليكم الموهوب، جعله الله من الذرية الصالحة».
«آمين. العاقبة عندك».
أنت تقرأ
رواية صفاء الروح 🥀
Randomفي هذه الرواية لا تتوقع أن تجد بطلًا خارق القوى، ثريًا ثراءً فاحشًا، ولا بطلة جميلة جمالًا خارج أسوار الطبيعة، ذات براءة تشبه براءة الأطفال.. هنا ستجد عزيزي القارئ؛ شخصيات عادية... صادفتها على أرض الواقع أو كانت جزء من دائرة معارفك! مهما اغرانا ا...