«... فإذا كان قلبه قد خان عهده معه، فهذا لا يعني أن يخون هو عهده مع الله؛ فقد عاهد الله منذ سنين ألا يبرح باب رحمته ومغفرته؛ حتى لو كان مليء بالخطايا!»
ميمونة سلامه 🌹
لاتنسوا ذكر، والصلاة والسلام على رسول ﷺ🥀
الفصل الثالث عشر (13)
«ماذا؟»
صاح سفيان بصدمة، وهو يبصق ما في فمه من شاي على وجه ريما.صرخت ريما بتقزز:
- يا لك من مقرف!
ثم أردفت بعبوس لوالدها، وبوادر البكاء بدأت تلوح في صوتها الرقيق:
- أبي! انظر ماذا فعل سفيان؟نادها والداها لتجلس بجواره، قائلا لها بنبرة تقطر حنانا:
- لا تبكي حبيبة أبوك، فهو لم يقصد ذلك. دعينا الآن نفهم ما تعنيه عمتك.
ثم استرسل بنبرة حادة، وأنظاره تتجول ما بين زهية ونادية، بينما ألتزم الآخرون الصمت:
- وجدتم له عروس! من هي؟ ولماذا لم يعلمني بالأمر؟ هل أصبحت شفافا أمامكم ؟قاطعته شقيقته نادية وهي تنفي كلامه:
- الأمر ليس هكذا يا أخي، أهدأ أرجوك!هدر بنبرة غاضبة، جعلت الجالسة بجواره، تنكمش في مكانها:
- إذن، وضحي لي مقصدها- وهو يشير إلى زهية-حمحمت زهية بنبرة عالية، وصلت إلى مسامع الجميع، موضحةً لشقيقها مقصدها:
- ما قصدته، أننا...توقفت هنية عن الكلام، وعيناها تطلب المساعدة من شقيقتها نادية؛ لكن الأخيرة أدارت رأسها إلى ناحية الأخرى، كأنها تقول لها بشكل غير مباشر «ساعدي نفسك بنفسك!»، ثم استطردت، بعد أن فقدت الأمل في أختها:
-احم... في الحقيقة، أنا من وجدت عروس له، بسبب وعد قطعه على الحيزبونة... أقصد الحاجة كوثر.-وعد!
كررت زوجة أخيها الكلمة باستغرابٍ وعدم فهم.- أجل وعد
ردت عليها زهية بتأكيد، وهي تسرد عليهم ما حدث بينهم وبين الحاجة كوثر، قبل عدة أيام، والوعد الذي كبلت به فراس، كي لا يكون له مهرب من نواياها الخبيثة.كان الجميع يستمع لها بفم عاجز عن الكلام، وحديثها يدور في عقولهم كفلم هندي فاشل؛ بينما حدقت بها نادية برفعة حاجب، وعيون مستنكرة من إلقاءها اللوم كله على الحاجة كوثر، متناسية أنها كانت السبب الأول!
- ومن هي العروس التي اخترتها، يا عمتي العزيزة؟
سألها سفيان بفضول كبير، وعيناه تتفحص تعابير عمته التي حاولت صبغها بالثقة والجدية
- بالطبع ستكون فتاة على خلق ودين، محجبة، أو ربما منتقبة، وذات حسب ونسب، فأخي فراس لا تليق به إلا فتاةً مميزة.
ردت عليه مريم بثقة لا متناهية، كأن الفتاة المختارة متجسدة أمامها.-ويا ترى هل وافق شقيقك على عروس الغفلة هذه؟
قاطع انشغالهم في استجواب زهية، صوتا رخيما باردا، اقشعر منه جسد زهية، فالتفتت برأسها ببطء، ترسم على وجهها ابتسامة سمجة، وقد خانها لسانها في التبرير للواقف عند باب غرفة الجلوس، يعقد ذراعيه أمام صدره، وهالة مخيفة تحتضنه.
أنت تقرأ
رواية صفاء الروح 🥀
Randomفي هذه الرواية لا تتوقع أن تجد بطلًا خارق القوى، ثريًا ثراءً فاحشًا، ولا بطلة جميلة جمالًا خارج أسوار الطبيعة، ذات براءة تشبه براءة الأطفال.. هنا ستجد عزيزي القارئ؛ شخصيات عادية... صادفتها على أرض الواقع أو كانت جزء من دائرة معارفك! مهما اغرانا ا...