الفصل الخامس عشر

321 29 15
                                    

لا تنسوا ذكر الله.. والصلاة على النبي ﷺ 🥀

Vote and comment!
****

الفصل الخامس عشر

-أليس لديك شيئاً تقومين به، غير الجلوس أمام التلفاز كالعجائز؟
ألقت الخالة نادية بذلك السؤال بسخطٍ على الجالسة أمام التلفاز بكسل، و ترفع كلتا قدميها على الطاولة الصغيرة.

رمقت زهية شقيقتها بطرف عينها، ثم اعادت تركيزها على البرنامج، متجاهلةً اياها ببرود؛ فانزعجت الخالة نادية من تصرفها الوقح، فاستطرت بسخط:
- أنا اكلمك يا فتاة! ف..

- وانا لا أريد التحدث!
قاطعتها زهية بلامبلاة، دون أن تحيد عيناها عن التلفاز.

اطفأت الخالة نادية التلفاز، ثم وقفت أمامها مربعة اليدين، رامقةً اياها بحدة:
- توقفي عن وقاحتك، و تحدثي معي

تأففت زهية من تصرفات شقيقتها، قائلــة بنفاذ صبر، وهي تكتف ذراعيها أمام صدرها:
- اوف، ها قد توقفت، ماذا تريدين؟

جلست الخالة ناديه قبالتها، ثم سلطت نظرها عليها، وقد اكتست ملامح وجهها الجدية، قائلة باستفهام:
- أليس لديك هدف في الحياة، غير الجلوس ومتابعة البرامج التلفزيونية؟

- حبيبتي نادية، هدفي في الحياة ثلاثة أمور
اعتدلت في جلستها، وهي تعد على أصابعها:
- اجاهد نفسي على طاعة الله، البقاء في البيت لأقرأ كتبي ورواياتي، واكل، واشرب، وادلل نفسي... وآخر شيء.. احذري ما هو؟

لوت شقيقتها نادية شفتيها بسخرية:
-إيجاد زوج يتقبل شخصيتك المجنونة!

- تؤ تؤ، انتِ مخطئة يا تفاحة قلبي. رغم أنني اتمنى ذلك! لكن هدفي الأخير هو.. تزويج فراس!

صدمت شقيقتها نادية من ردها، لا تصدق ما تقوله اختها المجنونة. لم يمضي الوقت الكثير، منذ آخر مرة طلب منها فراس نسيان أمر زواجه، وعدم إدخال نفسها فيه، وها هي الآن لاتزال مصرة على رأيها.
امسكت رأسها من الصداع الذي داهمها فجأة، فقالت بيأس:
- لقد تعبت منك يا فتاة، لم يعد هناك شيء يجدي معك.
التقطت نفساً عميقاً، ثم تساءلت بهدوء:
-أخبريني باللهِ عليكِ، لماذا أنتِ مهتمة إلى هذه الدرجة بتزويجه؟ انا أمه، ولم افعل ذلك!

صفقت زهية بيدها بحماس، كمن ظفر بمنجم ذهب، مما جعل الخالة نادية تتراجع إلى الوراء من الفزع، ثم قالت بظفر:
- هذا هو السبب، يا عزيزتي!
ثم استطردت شارحة لشقيقتها التي تراقصت علامات التعجب على رأسها:
- في أغلب الروايات التي قرأتها؛ تكون والدة البطل حريصة كل الحرص على تزويج ابنها، ودائما ما تقول عبارتها المشهورة «أخاف يا بني أن أموت قبل أن أرى أبناءك»، وبما أنك تجاهلت دورك كأم للبطل، إذن قررت أنا- وهي تشير إلى نفسها بفخر- أخذ هذا الدور منك، ولن يرتاح لي بال حتى أزوج ابني... أقصد ابن أختي.

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن