24

365 13 0
                                    


" *ستندلعُ الكثير من الحروب، وتثور العواصف والبراكين عند نفس التوقيت،وتخمد بعدها كُل المصائب وتعود المياه إلى مجاريها، ولكن بعد ماذا،، بعد الخراب* " ؟!...💔

🌸بعد عامين🌸

عند الرابعة والنصف مساءاً ،في مقاطعة أونتاريو ، مدينة أوتاو عاصمة كندا ،تجذبك الشوارع النظيفة الخلابة،الجو بارد جداً ،وهذا من البديهي إذ يحد العاصمة من طرفيها القطبي الجنوبي والشمالي المتجمدان،،،والأضواء المُزينة لها،عِلماً بأن مدينة أوتاو هي أول مدينة تحظى بأضواء الشوارع في العالم ! ، كُل شيئ هنا يخيم عليه الهدوء ولمسات سحرية شيدت بها المباني، والطرقات المتشابكة التي تثير الدهشة...

في أحدى الكافيهات الواقعة أمام "نهر أوتاو" والذي أقتُبس منه إسم المدينة ،يجلسُ فتىً أشقر اللون يرتدي ثياباً ذا طراز مثير للريبة وقبعة صغيرة لا تظهر سوى الجزء الخلفي من رأسه ويحمل حقيبة كبيرة بها جيتار،برفقته فتاتان إحداهن بقصة شعر كما الفتيان ،وترتدي ثياباً تظهر تفاصيل جسدها، والأُخرى قصيرة بلون بشرة فاتح، ترتدي ثياباً ثقيلة، وجاكيت قطني فوقها"ومن الواضح أنها ليست معتادة على برودة الطقس هنا" ،ولا يظهر من شعرها سوى القليل من الخُصلات في الأمام...

(جرسون، يحدثهم باللغة الإنجليزية "اللغة الشائعة في كندا أكثر من الفرنسية"،تحبو تطلبو شنو)

_ تو ويسكي أند ون كوفي بلييز

_ بتشربو؟!

_ هاااهي، ما تخافي يا بت ما عملنا حسابك

_ اااه أحسن

_ " قالت ليها وهي بتولع في سيجارتها" فكري تجربيه، ما حتندمي

_ ما متعودة على الحاجات دي

_ راحتك راحتك

"جا الود اللي شكله غريب وقف جنبهم ،وهو بيقول ليهم نرقص؟!"

_ ارقصو إنتو أنا ما عندي نفس

_ كمووون بيب، إنتي ااي حاجة ما بتعمليها، مكتومة شديد

_ لأ ما ح أرقص

_ متأكدة؟

_ ااي ،امشو إنتو ،انجوووي قااايز

مشوو وخلوني سرحانة بعاين لروحي في المراية اللي قدامي في الكافيه ،الله شكلي إتغير ١٨٠ درجة ! ،حتى تفكيري وطريقة لبسي خلال السنتين اللي مرو أسرع من البرق متين حصل دا كلووو...

هاااي أنا رزان صلاح، جيت كندا على إنجبار من أهلي ،وما كنت مبسوطة وحصلت معاي مشاكل وحاجات كتيرة خلتني أوافق أجي، ما بتذكر آخر مرة اتواصلت مع أصحابي اللي في السودان متين؟! بالمعنى الأوضح ما حابة أتواصل معاهم ح أبدا حياة جديدة هنا وقربانها إني أنسى كُل الفات من حياتي وكأنه لم يكن، حتى إذا البعض شايف تفكيري غلط بس أنا مبسوطة وأسبابي تستحق!...

ذرات الملححيث تعيش القصص. اكتشف الآن