1- (عَـائِـلـة تَـلـيـدْ)

15.4K 470 43
                                    

لم تنزع إصبعها عن الجرس للحظة واحدة ،ويدها الأخرى تدق الباب بعنف واستمرار لتخلق ضحيجًا مصحوبًا بصوتها المزعج وهى تناديه :
_مرواان .. افتح يامروان بسرعة فى موضوع مهم

تحول الباب بيدها إلى طبلة وبدأت بإصدار ألحان متراقصة ، إلى أن توقفت فجأة عندما فُتح الباب وظهر من خلفه شاب لم يلبث مكانه وسرعان ماتقدم إليها يجذبها من شعرها إلى الداخل بعنف ..

كان يبدو عليه النعاس وشعره غير مرتب من أثر النوم ..
صاح بها وهو يهز رأسها من خلال خصلاتها المقيدة بين أصابعه :
_انا مش قولتلك مية مرة ياغازية الموالد انتِ لما تيجي متخبطيش بالطريقة دى بدل ما اكسر الباب فوق دماغك !!

صرخت بعناد وهى تحاول التحرر من قبضته :
_اوعى ياحلّوف ايدك تقيلة !

شد يده عليها أكثر مهددًا إياها بتحذير :
_بصى بقى عشان انا جبت آخرى منك .. مرة تانية لو سمعتك بتخبطى كدا أقسم بالله لاربطك فى السرير تلت ايام من غير أكل

شهقت بصدمة مبالغ فيها وكأنها أخذت صدمة حياتها ، وقبل أن تنطق أسكتها هو سريعًا :
_وكلمة تانية هيبقى من غير شُرب .. ايه رأيك بقى؟

_ياخى خلاص بقى ابعد ايدك بتوجعنى ،اوعى!
استطاعت فك شعرها من يده أخيرًا ، وعدّلت ملابسها التى تكونت من بنطال من الجينز الكحلى وقميص بسيط أبيض اللون ، لم تكن فتاة ذات جسد منحوت أو مثالى كعارضات الأزياء أو ما شابه ، بل كانت تكتسب بعض الوزن ;ليس بالملحوظ تمامًا أو المضر بصحتها ، ومع ذلك لم تفقد تناسق جسدها ورشاقته ..

رفعت يدها تعيد تنظيم خصلاتها التى تناثرت بفعل يد هذا الأحمق ،حيث كان شعرها طويلًا ذو لون أسود ;كلون عينيها الواسعة والمزينة بأهداب كثيفة طبيعية .. بشرتها القمحية يظهر عليها بعض مساحيق التجميل أولهم كان الكحل المحيط بحدقتيها وبعض الحُمرة بخدّيها ، وشفتيها المنتفختين تلمعان بفعل زبدة الكاكاو الشفافة ..

ورغم بعض العيوب كالتى تصيب بشرة أى فتاة ;من بعض المسام الواسعة والقليل من الهالات ، فقد تمتع وجهها بجمال خاص ;لا يجعلها فاتنة أو جاذبة للانتباه ،ولكن جمال هادئ يكمن فى بساطتها اللامتناهية ..

تركها مروان وتوجّه إلى الحمام هاتفًا باختناق وعدم اهتمام :
_ايه اللى حدفك عليا دلوقتى؟

لم تعتقه ولم تسمح له بالتمتع ببعض الخصوصية وركضت من خلفه :
_على فكرة انت مينفعش تنام دلوقتى احنا الضُهر !

وقفت عند باب الحمام وتطلعت له وهو يميل بجذعه على الحوض يغمض عينه ويغسل وجهه ،ثم كشفت عن سبب مجيئها دون مقدمات :

_مروان انا عايزة راجل !

عقد حاجبيه بعدم فهم وفتح عينه ونظر لها بدرامية :
_ليه بس يابنتى هو اخوكى قصّر معاكى فى حاجة؟!

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن