{{حلقات خاصة}} •الحلقة الرابعة•

4.1K 254 21
                                    

**متنسوش الڤوت وتعليق برأيكم فضلًا 💙**

.

.

.

طفلة جميلة بالكاد أكملت عامين من عمرها، تسير بين أنحاء الشقة تبحث بكل ركن بها، بعدما استيقظت للتو ولم تجد أحدًا بالمنزل .. شعرها البني القصير كان منقسمًا نصفين مربوطين للأعلى ولكن ارتخت الرابطات من آثار النوم دون أن يتخلي عن طبيعته الناعمة ..

تمتلك أعين عسلية واسعة تجزم أنها تجعلك تقع في حب براءتها من أول نظرة، ووجه ناعم لطيف ولكن يشوبه ملامح الخوف ! .. صوتها الطفولي يعلو بكلمة واحدة "ماما" منادية جهاد لأن تأتيها قبل أن يتملكها الذعر من بقاءها وحدها ..

طال البحث بين الغرف والمطبخ والحمام ومع كل خطوة تأخذها بقدميها الصغيرتين يزداد ارتعادها ويرتعش صوتها أكثر وهي تناديها .. حتى تسلل اليأس إلى قلبها وسرعان ما أفرجت عن دموعها وشرعت تبكي برعب وهي لا تجد كلا والديها في المنزل ....

*
*
*

_زين!! لو مجيتش كلت الأكل اللي انا عملاه ده مش هعمل أكل غيره، سامع؟؟

هكذا صرخت ياسمين بتهديدها وهي تمسك بطبق من الاسباجتي وتسير خلف ذلك الطفل المشاغب ذو عمر السنتين الذي راح يركض بطريقة طفولية ويهرب منها بين زوايا الشقة وضحكاته تتعالى في الأرجاء ؛باعتبارها لعبة الهروب من الساحرة الشريرة قبل أن تلقي عليه تعويذة ..

وقفت ياسمين وهي تراقبه بأعين غاضبة، حتى توقف زين عند الأريكة وأسند يديه عليها ثم أدار رأسه ليبحث عنها، وما ان وقع بصره عليها حتى اتسعت ضحكته البريئة من جديد ؛تعبيرًا عن استعداده لمواصلة اللعب ..

بينما استفزت ضحكاته ياسمين وصاحت بسخط :

_بطّل ضحك متبقاش بارد زيّ ابوك !!

هنا وانتبه زياد _الجالس بعيدًا يعبث بهاتفه ولا يلقِ بالًا لأي مما يحدث_ واعتلاه التعجب من تلك المرأة التي تقحم سيرته في حديثها كلما غضبت  وهو لم يتدخل ولم ينطق بكلمة وليس هو المتسبب في غضبها حتى ..

_انتِ كل ما تتزنقي تجيبي سيرة ابوه؟؟

ردد كلماته في استنكار، ليتفاجأ بها تتحرك صوبه بخطوات منفعلة فتراجع بجذعه للخلف مترقبًا أن تضربه، ثم رفع يديه باستسلام وتصنع البراءة في قوله :

_برئ يا بيه

ناولته الطبق وهي تصيح بنفاد صبر :
_خد أكّله انت، انا تعبت !

ثم سارت وغابت إلى الداخل لتترك الاثنين معًا يطالعان بعضهما بصمت لعدة ثواني، حتى نبس زياد :

_هي كلمة واحدة، هتاكل ولّا لأ؟؟

ظل زين صامتًا وهو يقف بعيدًا ويراقبه بعينيه الواسعتين بنظرات طفولية بحتة، ليكرر زياد سؤاله وهو يشير بالطبق :

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن