4- (عُــقْـدة)

6.5K 353 27
                                    


كانت تجلس حنين على طرف الفراش ،مرتدية بنطالًا قماشيًا من اللون الأسود وقميصًا أبيض تعتليه سترة من الجينز الأزرق ، فضحكت من ردة فعله المذعورة وقالت :
_فى ايه بالراحة ، انا كنت عايزة اصحّيك بس

أبعد غطاءه عنه ونهض بعجلة معاتبًا إياها بضيق :
_ازاى تُخشّي اوضتي كدا ياحنين!

وقفت وهى تقول بلامبالاة :
_انا جيت وسألت عليك قالولي اطلعي صحّيه

أجابها بحدة :
_لا متسمعيش كلامهم تاني بعد اذنك

تعجبت من نبرته معها و ردّت بهدوء :
_انا آسفة مكنتش فاكرة انّ وجودى هيضايقك

تنهد على مهل ثم أوضح لها بنبرة حازت على الهدوء وبعض اللطف :
_مش قصدي كدا ياحنين ، بس وجودك هنا مش صح .. احنا لسة مخطوبين ولسة فى حدود متسمحش لحد فينا يدخل أوضة التاني ..

هزت رأسها بتفهم مكررة اعتذارها :
_انا آسفة.

ابتسم لها ابتسامة صغيرة وربت على يدها وهو يقول :
_خلاص مش مهم ، روحى استنيني لحد ما اغيّر هدومى وانزل لك

اومأت بإيجاب وقالت :
_ماشى انا هروح اسلّم على مريم ، لما تخلّص تعالى عندها ...

*
*
*
طرق "رؤوف" باب غرفة ابنه قبل دخوله ، ثم دلف ورآه يتجهز للنزول ،فقال :
_مش هتفطر ياعز؟

أجاب عز بعدما دس محفظته بجيبه الخلفى ، ثم فتح هاتفه وبدأ بتفحصه :
_هبقى آكل أى حاجة فى المستشفى

_طب ليه؟ انا محضّره أصلا مش هتتأخر

لم يجبه عز , وملامحه مصوبة لشاشة الهاتف بتركيز ..ولم ينتبه لحاجبيه المنعقدين بضيق ،قبل أن يقرر إغلاق الهاتف وهو يطلق زفيرًا عصبيًا ..
لاحظه والده فقال :
_مالك؟

صمت عز مطولًا ثم سأله بعدم اهتمام :
_انت بتشوف الصور اللى مريم بتنزلها status؟

قطب رؤوف حاجبيه بعدم فهم :
_ده ايه ده؟

ترجم عز كلمته الانجليزية قائلًا :
_حالة يعنى .. الحالات اللى بتنزل على الواتساب والفيسبوك دي

هز رأسه بفهم وهو يقول :
_ااه اه .. لا مش دايما يعني ، ايه مالها؟

_ شوفت إياد اللى بتنزّل معاه صور كل شوية؟!

رد رؤوف بلامبالاة :
_ماهى بتنزّل صور مع كل اللى تعرفهم

_بس إياد اكتر ، إياد استثناء عندها ..

طالعه رؤوف بطرف عينيه بشكّ :
_انت غيران ولا ايه؟

تجهم وجهه وأجاب بجمود :
_بابا انا قفلت الحوار ده !

بينما ضحك رؤوف ضحكة جانبية مستنكرة :
_ميبانش عليك

أوضح عز :
_انا بتكلم عشان دى بنت عمتي ومصلحتها تهمنى ، والواد ده انا مش مرتاح له وشايفه قريب منها بزيادة

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن