{{حلقات خاصة}} •الحلقة الثالثة•

4.1K 299 26
                                    

**للمرة التانية اتمنى منكم الدعاء لأهل غزة عشان الوضع مؤلم لأبعد حد حقيقي، ربنا ينصرهم ويهون عليهم ويلطف بيهم يارب**

.

.

.

وقف زياد بصالة الاجتماعات عند مقدمة منضدة طويلة يلتف حولها العديد من الموظفين، يطالع الجميع بأعين حادة تعبر عن عدم رضاه عن عدة أمور في العمل ..

كان صارمًا وجادًا بشكل معاكس تمامًا لطباعه المعروفة، وكأنه شخصًا مختلفًا نهائيًا عن ذلك الزياد المعروف بمزاحه ومرحه ..
صحيح أنه يكره المسؤولية وغالبًا ما يدع حازم هو من يتعامل، ولكنّه لا يترك أحد يستهين به وإن لزم الأمر سيعلّق الجميع على باب الشركة كالبناطيل المغسولة ..

استمر النقاش بينهم حول المشكلة لوقت طويل، حتى انقطع الاجتماع بطرقة صغيرة على الباب أتبعها دخول إحدى موظفي السكرتارية وهي تقول :

_مستر زياد في حاجة مهمة لو سمحت

أجابها بحدة وبصوت ساخر :

_مينفعش لما اخلّص يعني؟

اقتربت منه عدة خطوات حتى هامسته بصوت لا يسمعه أحد غيره :

_مرات حضرتك اتصلت وبتقول إنها محتاجة حضرتك ضروري

انصب اهتمامه الكامل لها بعد تلك العبارة وقال :

_في ايه؟؟

_مقالتش بس صوتها كان شكله تعبان

هنا واعتراه القلق بشدة واهتز داخله ؛فلقد عاش مع ياسمين أوقاتًا عديدة ما بين إرهاق ودوار وغثيان وتوجعات مستمرة، وهو أكثر الشاهدين على الإعياء الذي لازمها طوال فترة حملها، وضعفها الشديد الذي يتفاقم كلما نما صغيرهما في بطنها أكثر ..

لذا قرر الانصراف فورًا مكتفيًا بترك آخر حديثه : "نكمّل بعدين"
ثم هرول إلى الخارج غير عابئًا بأي شيء آخر .. وليحترق الاجتماع والموظفين والشركة بأكملها ..

*
*
*

عاد فخر من الخارج وأغلق الباب من خلفه يتلاعب بالمفاتيح بين أصابعه، بحث بعينيه في الأرجاء فلم يجد سوى السكون التام هو ما يستقبله، أول ما خمّنه هو أنها نائمة بالطبع ؛فقد أصبحت تنام أكثر من نصف اليوم في الآونة الأخيرة .. ولم يتوقف تعجبه طوال تلك الفترة ؛هل أصبح الحمل يتسبب في النعاس أم ماذا؟

اتجه إلى غرفة النوم وفتح الباب بهدوء، وعلى عكس ماتوقع وجدها مستيقظة، تُسند ظهرها للخلف وتفرد قدميها ;وبالطبع الأبزر في الصورة كلها هو بطنها الذي وصل لآخر المشوار تقريبًا وأصبح الحمل في آخر الشهر التاسع يتأهب للانتهاء في أي وقت ..

التفتت له عند دخوله وهي تأكل إصبعًا من الموز، فضحك وهو يقول :

_سلامُ عليكوا، ازيك يا أم زينات اخبارك ايه؟

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن