7- (ذهـبَ إلى مَـنـزِلـها)

6K 353 24
                                    

وقف أمامها وأسرع يتحدث قبل أن تهتف بكلمة :
_من غير ماتبدأى خناقة على الفاضى ! ، انا ماليش علاقة بيها

طالعته حنين بغضب مكتوم :
_والله؟ ، متهزرش معايا وقول لى مين دى بالظبط!

_مجرد موظفة في الشركة وبس ياحنين

صاحت فجأة:
_بأمارة إنك واقف تضحك معاها صح؟

_وطّى صوتك متلمّيش الناس حواليكي

أنصتت لأمره ولكن لم تتوقف عن الثرثرة :
_متضحكش عليا ،انت شكلك عارفها من قبل كدا

أجاب فخر بلا اهتمام :
_عارفها زى ماعارف كل الموظفين ، مفيش حاجة مختلفة ناحيتها

حدجته بعدم تصديق وزفرت بعصبية ، فضحك وهو يقول :
_متقعديش تنفخى وتفشّى ،والله بجد انا معرفهاش ،انتِ عارفانى مبكدبش .. فكّي الدنيا بقى ده احنا لسة مبدأناش اليوم

تنهدت بملل ثم قالت :
_طب ادخل شوف باباك ،انا سلمت عليه وهروح الحمام لحد ما تخلّص

_ماشى .. ابقى اطلعى على العربية على طول ،أنا مش هطوّل ....

*
*
*
وقف زياد أمام بوابة الجامعة ،واضعًا يديه فى جيوب بنطاله الجينز ذو اللون البيج والذى صاحبه قميصًا شبابيًا بنصف كمّين يبرز عضلات ذراعيه ومنكبيه العريضين ، يضيق عينيه قليلًا تأثرًا من أشعة الشمس التى تعم الشوارع ..
.
خرجت ياسمين من البوابة بجسدها الهزيل المستور ببنطال قماشى واسع أسود اللون وبلوزة كحلية مكتملة الأكمام .. وتعلق حقيبة الظهر على كتفها الأيمن ، وشعرها البنى مفرودًا تلملمه خلف أذنيها ..

التقط بصرها ابن خالها الواقف على مسافة منها ، فأصدرت شهقة خفيفة عفويًا ،وأسرعت تبعد وجهها عن مرمى نظره وحررت شعرها من خلف أذنيها لينزل على جانبى وجهها يخفيه ،وهى تسارع بخطواتها هربًا ; ولم تدرى أنه كان يراقب كل محاولاتها الخرقاء فى التخفّى عنه بضحكة واضحة على محياه ..

كانت تهرول بخطوات ثابتة وتخفض رأسها أرضًا , إلى أن شهقت بفزع عند شعورها بيد أمسكت بذراعها أوقفتها عنوة ،ثم أُلحقت بصوته المتعجب :

_انتِ عليكِ أحكام ولا ايه؟

رفعت عينيها له ؛لقصر قامتها مقارنةً بجسده الطويل وسألته :
_انت بتعمل ايه هنا؟

_عدّيت عليكى فى البيت لقيت أمك بتقول لى إنك فى الكلية وهتخلّصى الساعة ٥ ، فـ جيت استنيتك ..

_ليه فى ايه؟

أجاب وهو يرفع كتفيه بغرور مازح :
_معزومة على الغدا مع زياد تليد بنفسه ، انتِ عارفة طبعا مش اى حد مسموح له ياكل معايا كدا عادى ،بس هتنازل واتواضع وآكل معاكى ،عدّى الجمايل

تساءلت أثناء ضحكاتها من أسلوبه المرح :
_ده بجد؟

_اومال؟

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن