36- (فِي الخِدمَة يا مَـولاتِي)

6.1K 387 43
                                    


"فخر انا مكانش قصدي اتكلم بالطريقة دي، سوري لو زعلت انا مقدرش اضايقك والله، انا بس كنت متعصبة ومش حاسة بنفسي، متزعلش منّي"

كان هذا محتوى التسجيل الصوتي الذي أرسلته جهاد له وهي تأكل الشوكولا المعتادة خاصتها، أمست تحدق بشاشة الهاتف تنتظر إجابته ولكن لم يأتها أي رد، فتنهدت بإحباط وألقت الهاتف بجوارها ..

*
*
*

فتح العسكري باب الحجز التابع للمخفر، ثم أفسح المجال لدخول الثلاثي ;فخر وزياد وحازم .. يتضح عليهم الفوضى وملابسهم غير مرتبة تمامًا، بالإضافة لظهور بعض الكدمات وآثار الدماء على وجوههم ..
سرعان ما استمعوا لصوت ترحيب من أحد السجناء الموجودين وهو ينهض ويرمق فخر بعدم تصديق :

_ايه ده ياهندسة ؟ انت ايه اللي جابك تاني؟!

اندهش فخر من وجوده وضحك قائلًا :
_رضوان يخربيتك، انت لسة هنا؟!

_لا احنا طلعنا وجينا مرتين وآدي التالتة .. احنا بقينا اصحاب مكان خلاص

اقترب منه فخر وبادله السلام بعناق بسيط، تحت نظرات التعجب من حازم وزياد، ثم عاد للخلف وهو يقول :

_مش قولتلك لينا معاد تاني؟

استدار لينظر لرفيقيه وقال :
_ده رضوان، كان قاعد معايا لما ضربت قريب المدعوقة بسمة بالنار وجيت هنا

ثم خاطب رضوان مشيرًا على كلاهما :

_ده زياد اخويا وده حازم صاحبي .. شركائي في الجريمة

رحّب بهما رضوان قائلا :
_منوّرين

ثم نظر لفخر مردفًا :
_عملت ايه المرة دي؟!

أجابه فخر بكل لامبالاة :

_خمس عيال كدا اتكاتروا علينا وضربنا في بعض، بس واحد منهم مد ايده على عربيتي كسرت له دراعه وعضمة الكتف، وعنده كام ضلع معووج كدا

اندهش رضوان للحظة ثم اتفق معه ساخرًا :

_لا مش كتير عادي .. انت زي الفل ياهندسة روح اقعد متشغلش بالك بـحد

ضحك فخر وربت على كتفه، ثم تخطّاه وذهب ليجلس بزاوية المكان، وتبعه زياد وحازم ;فجلس الأول عن يمينه وجلس الآخر عن يساره

عاد وجه فخر إلى التجهم وثبت بصره على الفراغ بصمت، بينما مال حازم على أذنه قليلًا ينهره بصوت منخفض :

_كان لازم تفتري يعني وتلمّ الناس عليك لحد ما جابولك الحكومة! عجباك الرمية دي دلوقتي؟!

أجابه فخر دون تردد :

_ولو مكانوش كلّموهم كنت هكمّل عليه !

ليجيبه زياد باستنكار :

_ياعم هو كان باقي فيه حاجة تكمل عليها أصلا؟! انت مشوفتش منظره ولّا ايه؟!

تحدث حازم بحنق :

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن