9- (الحِـمـارُ المـتهوّر)

6.2K 363 19
                                    

*ڤوت وتعليق برأيكم أعزائي 💙*
.

.

.
فى الماضى قبل أعوام عديدة ..

فتح طفل صغير باب الغرفة بحذر ،ولم يفتحه لآخره بل قصد منفذ كافى لعينيه فقط لينظر من خلاله إلى مايحدث بالخارج , عينيه العسليتين الواسعتين لم تخلو من البراءة المعهودة لأى طفل لم يكمل الرابعة بعد .. ولكن اجتمع معها قلق عارم لا يليق أن يحمل عبئه صغيرٌ مثله ..

كانت عسليّتيه تراقب والدته وهى تقترب من والده لتشتم قميصه باشمئزاز من رائحة الكحول التى تفوح منه ،ثم تعقّب بحنق :

_لسة بتسهر ولسة بتكدب وفاكرنى عامية عنك وعن عمايلك يا عامر !

أجابها عامر بمنتهى الملل :
_اطلعى من نفوخى يا أمينة انا مش فايق لك

هتفت بكل سخرية وازدراء :
_هى الرخيصة اللى كنت معاها مكيّفتكش ولا ايه؟

طالعها بعصبية ولم يمنع نفسه من إمساك شعرها بعنف يقرّب من خلاله رأسها له ، مما أفزع الصغير وجعله يغلق الباب أكثر ؛خشية أن يظهر لأبيه أنه يختلس النظر عليهم ، ولكن لم يغلقه تمامًا وظلت عينيه معلّقة بهم ..

صاحت أمينة بقوة رغم ألمها من عنف قبضته على خصلاتها :
_عايز تعمل كل اللى انت عايزه من غير ما حد يكلمك ولا يحاسبك , مش عايز حد يقول لك إنك غلطان أبدا

ارتفع صوتها أكثر بغضب :
_المفروض اعرف إنك كل يوم بتسهر مع واحدة شكل واقعد مكتومة ، مش كدا ؟!

اشتدت يده على شعرها أكثر ونطق بصوت جهورى تخطّى مستوى صوتها :
_اه هو كدا ! ، انا لا ضحكت عليكى ولا وعدتك بحاجة .. انتى اتجوزتينى وانتى عارفة كل حاجة كويس ، متجيش تعملى فيها مقموصة عشان انا مش هجرى وراكى واطلب رضاكى مثلا ، انتى ولا حاجة بالنسبة لى أصلا !

نجحت أخيرًا فى التملص من قبضته وابتعدت عنه خطوة صائحة بسخط :

_ياخى انت ايه! ، عملتلك ايه انا عشان تكرهنى بالطريقة دى!؟ .. بتحاسبنى عشان ابوك أجبرك تتقدم لى!؟ ، طب ما تحاول مرة واحدة تدّى نفسك فرصة تشوفنى مش وحشة زى مانت راسمنى ف خيالك .. انا مغصبتكش على جوازك منّى ،انت اللى جيت لحد عندى برجلك!

رد بتهكم :
_كانت غلطة

تنهدت بعصبية مكتومة ثم قالت بهدوء :
_خلاص صلّحها ياعامر ، صلحها وطلقنى وانا هاخد ولادى الاتنين وامشى من وشك خالص

أجابها بمنتهى السخرية :
_لا ياحبيبتى انتى لو اتطلقتى هتمشى بطولك ،مش هتاخديهم معاكى

_ده على أساس إنك بتحبهم ويهموك اوى!

تابعت بصراخ نبع من غضبها ونفاد صبرها :

_عايز تخلّيهم معاك عشان تورّيهم من الجحيم اللى معيّشنى فيه !!
.
.
انتفض جسد "فخر" الصغير على صوت الصفعة القوية التى طبعها عامر على وجهها ..
سالت دموعه بخوف وجسده يرتجف بشدة أثناء رؤية والده يفرّغ غيظه وضيقه بضربها وإهانتها ..

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن