وقفت "مىّ" أمام المرآة تمشط شعرها البنى الطويل بهدوء ، ومن خلفها السرير يعتليه حازم ،حيث يُسند ظهره عند مقدمة السرير ويرفع ذراعه الأيسر ليضعه خلف رأسه ، يترك قدمًا تتسطح السرير ويثنى الأخرى ، ويده الأخرى تمسك بالهاتف يتفحصه بعدم اهتمام ..سمعا صوت طرقات صغيرة فوق باب الغرفة ، فأذنت مى بالدخول :
_اتفضل يابودى
فتح عبدالله الباب وأدخل رأسه فقط يتسائل :
_كنتى بتنادى ياماما؟أجابت وهى تترك فرشاتها :
_اه ياحبيبى تعالى ..التفتت له وراقبت اقترابه منها حتى وقف أمامها ، فانخفضت على ركبتيها ونظرت بعينيه عن قرب وقالت بهدوء :
_عايزة اقول لك حاجة
اومأ بانتباه وعينيه الواسعتين تشع بالبراءة وهى تركز معها ، فأردفت بلطف :
_لما كنا فى النادى وانا رفضت إنك تجيب حاجة حلوة ، انا مكنتش عايزة اضايقك خالص ولا انكّد عليك الخروجة والله .. انا بس كنت خايفة عليك من الحاجات دى وأضرارها عليك ، وخصوصاً إنك لو كترت منها هتتعود عليها وهتتعبك
رفع حازم عينيه عن شاشة الهاتف وطالعهما بانتباه ، بينما تابعت مى بحب :
_مش فاكر لما بطنك وجعتك بسببها مرّة وروحنا المستشفى؟ ، فاكر انا كنت مرعوبة ازاى وقتها؟ ، يرضيك قلبى يوجعنى عليك كدا تانى؟؟
أسرع يهز رأسه بالنفى أكثر من مرة ، فأضافت بحنان جارف :
_انا عشان بحبك عايزاك كويس وصحتك كويسة ،مش عايزة اشوفك تعبان .. والله الحاجات دى لو مكانتش مضرة كنت جبتلك منها كل يوم ,انت عارفنى مش هشيل عنك حاجة أبدا
اومأ بتفهم وقال :
_خلاص ياماما عادى مش مشكلةسألته بترقب :
_يعنى انت مش زعلان منّى؟فأجاب :
_كنت زعلان فى الأول بصراحة ، بس خلاص فهمت وانا مش عايز اخوّفك تانى زى يوم المستشفى دهثم أضاف بنبرته البريئة وصوته الرقيق :
_ انتى بتجيبيلى حاجات تانية كتير وبتعمليلى كل الأكل اللى بحبه وبتلعبى معايا وبتساعدينى فى الواجب .. كل ده معناه إنك بتحبينى ومش هترضى تضايقينى ولا حاجة
احتلتها ابتسامة واسعة وشعرت بقلبها يذوب من لطافة صغيرها وتقديره لما تفعله من أجله ..
اقتربت منه لتقبل وجنته الناعمة بعنف ،وكأنها تود أن تأكله من قوة حبها له ، فضحك الصغير ببراءة .. تحت مراقبة حازم لهما بابتسامة صغيرة مُحبة وبداخله يتمنّى فقط أن تنعم أسرته الصغيرة بهذا الهدوء والاستقرار أكبر ما يمكن ...*
*
*
فتحت "عزة" باب منزلها بعد سماع صوت دقاته وسرعان ما شهقت بسعادة ساخرة وصاحت :_بيبى !! ، حمدلله ع السلامة ياحياتى مين اللى عمل فيك كدا؟
أنت تقرأ
تُرَاب أمْشِير (مكتملة)
Romanceدائمًا ما نبحَث عن الحُب .. ونادرًا ما نَعثر عليه .. ولَـكـن في أغـلب الأحيان عندما نجدُه نتركُه يَفلِـت من بين أيدِينا دون وَعي، وبِمنتهى الحَماقة .. ونـظلّ نندم ونحاول استرجاعه .. فهل سَننجَح؟ 🔺خالية من أى تجاوزات أو مشاهد خارجة🔺 (اجتماعي، روما...