فخر .. زياد .. ياسمين
كان هذا ترتيبهم من اليسار لليمين وهم يجاورون بعضهم فوق صف المقاعد الخاصة بالمشفى .. يعمهم الصمت التام، وكأن المواضيع انتهت ولم يتبق شيئًا للتحدث به .. لم يُعجب فخر هذا الوضع ونطق معترضًا :
_ايه ياجماعة السكوت ده؟
أجابه زياد ببرود :
_افتح لك أنغامي؟تمتم فخر وهو يرمقه بقرف :
_عيّل سخيفضحك زياد وقال :
_طب اقول لك ايه يعني؟ عايز تتكلم اتكلم يلا ادينا سامعين ..قاطعهم ظهور الممرضة بالقرب منهم وهى تقول بابتسامة صغيرة :
_استاذ زياد ..
التفتوا الثلاثة إليها، فخاطبته مردفة :
_اتفضل احنا جاهزيندقت قلوبهم معًا بنفس اللحظة ؛لقد حانت ساعة الصفر وماهي إلا لحظات قليلة تفصل بينه وبين تمدده على سرير المشفى تاركًا جسده بين أيدِ الأطباء ..
نهضوا الثلاثة، وقد سبّق فخر بالتحرك وتوجه إلى الممرضة مبتعدًا عنهما بضع خطوات ليسألها بينه وبينها بصوت منخفض :
_لو سمحتي هي العملية دي بتاخد وقت ايه؟
_والله هي بتختلف من واحد للتاني .. بتوصل من ساعتين لست ساعات، حسب كل حالة
ردد بدهشة :
_ست ساعات!ظهرت ملامح الهم فوق وجهه، ثم قال :
_طب لو حصل مضاعفات بعدها لاقدّر الله، بتبقى كبيرة ولّا مقدور عليها ولّا ايه؟انشغل فخر بسؤال الممرضة عمّا يخشاه ليستعلم منها بأكبر قدر من المعلومات، بينما كانت ياسمين من خلفه تتمسك بيد زياد قويًا وتطالعه بنظراتها الهادئة قائلة :
_ربنا معاك وهيقف جنبك بإذن الله، انا مستنياك هنا يامطرقع لحد ما ماتطلع بالسلامة إن شاء الله
ضحك من هذا اللقب الذى أصبح لا يفارق لسانها، ثم أومأ بخفة، قبل أن تشير إليه بالاقتراب قائلة :
_انزل شوية
مال بجذعه إليها قليلًا وهو يرمقها بانتباه ؛ظنًا أنها ستخبره بـسرٍ ما .. ولكنّها فاجئته بقبلة ناعمة على وجنته اليمنى، بينما لمست وجنته اليسرى بكفّها بلُطف ..
بدا عليه الذهول، وسرعان ما اعتلته ابتسامة صغيرة وأغمض عينيه باستمتاع ؛فقد طالت قبلتها وتركتها عميقة ورقيقة .. لا تعلم كيف تجرأت وفعلتها، ولكنها شعرت بالانتصار أخيرًا أنها هزمت خجلها المبالغ فيه وفعلت ما أحسّت أنها تريد فعله وحسب ..ابتعدت عنه بعد لحظات لترى ابتسامته التى اتسعت على محياه، وقبل أن ينطق بكلمة كانت هي تسبقه وتُسكته بإشارة من يدها المرفوعة أمام شفتيها ؛بمعنى ألّا يتكلم ويضع أي تعليق .. فقط ليأخذ القبلة ويصمت ..
![](https://img.wattpad.com/cover/337207069-288-k127146.jpg)
أنت تقرأ
تُرَاب أمْشِير (مكتملة)
Romanceدائمًا ما نبحَث عن الحُب .. ونادرًا ما نَعثر عليه .. ولَـكـن في أغـلب الأحيان عندما نجدُه نتركُه يَفلِـت من بين أيدِينا دون وَعي، وبِمنتهى الحَماقة .. ونـظلّ نندم ونحاول استرجاعه .. فهل سَننجَح؟ 🔺خالية من أى تجاوزات أو مشاهد خارجة🔺 (اجتماعي، روما...