12- (تـودّيـنَ التـعَـارُف؟)

6K 370 44
                                    

*لا تنسووا التصويت، وقراءة ممتعة 💙*

.

.

.

.

سارت جهاد برواق المستشفى بخطوات مضطربة وسريعة عبّرت بوضوح عن قلقها الذى نحر قلبها أثناء طريقها إلى هنا ..
وصلت إلى الغرفة المقصودة ودلفت فجأة دون المبادرة بدقّة صغيرة حتى ، رأته جالسًا فوق السرير يطالعها بعد تفاجؤه باقتحامها ، وسرعان ما ركضت إليه وارتمت فورًا بأحضانه ، وبهذه اللحظة فقط شعرت بالارتياح وأطلقت زفيرًا مرتاحًا وهى تحمد الله بداخلها ..

_ليه مستشفى يامروان بس! انا قلبى وقع

بادلها العناق بهدوء وربت على ظهرها مجيبًا بخفوت :
_انا تمام متخافيش

ابتعدت عنه وراحت تتطلع عن قرب لوجهه الذى اختفى تحت آثار الضرب والكدمات وتورّمت بضع مناطق منه ، فقالت بقلق :
_ايه اللى حصل مين عمل كدا !؟

أجاب بعدم اهتمام :
_معرفش هما مين ، كنت مروّح امبارح عادى بس مخادتش بالى أنهم بيراقبونى ، أول مادخلت فى شارع فاضى شوية لقيتهم طلعوا عليا عدمونى العافية وطاروا ..

ثم تابع بصوت مجهد بوضوح :
_واحد جدع شافنى ربنا يكرمه جابنى هنا وأول مافوقت كلمتك ..

ربتت على يده بهدوء مردفةً :

_ألف سلامة عليك ياحبيبى ياكش تتقطع إيديهم اللى اتجرأت عليك كدا ..

ثم سألت باهتمام :
_مكلتش حاجة؟

هز رأسه بالنفى :
_لا انا عايز امشى بس الأول ونشوف الأكل بعدين ..

*
*
*
بآخر الليل ، .. اجتمع الأصدقاء الأربعة ;فخر وزياد وعز وحازم ، بأحد المراكب الواسعة الماكثة على جانب شاطئ النيل دون أن تتحرك ، فقط يجلسون للاستمتاع بنسمات الهواء العليلة فى جلسة أُنس لا تضم سواهم ;يتسامرون ويتناولون بعض التسالى ويحتسون المشاريب ..

وبالطبع لم يستغنَ زياد عن مشروبه المفضل "الشاى بالحليب" حيث أحضره بكوب حرارى ليحتفظ بسخونته حتى يصل لهنا ، بينما جلس عز يقطع بعض الخوخ ، واكتفى حازم بتدخين سيجارة فقط ..

وكان فخر قد أنهى حديثه وختمه بجملة أخيرة :

_بس .. وشوية وراحت استأذنت ومشيت

كشف زياد أول سؤال خطر على باله بعد سماع مقابلة أخيه مع تلك المدعوة "جهاد" :

_هى البت دى حلوة؟

نظر له حازم متسائلا :
_وانت تخصك حلاوتها فى ايه؟

أجاب زياد بكل لامبالاة :

_ع الأقل يكون بيخون حنين مع واحدة تستاهل

صاح فخر باستنكار :
_ايه اللى بتقوله ده ياسفيه يامراهق !؟

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن