31- (مَـلهَى لَـيلِي)

5.9K 372 43
                                    

فتحت جهاد عينيها وأفاقت من أحلامها الوردية إلى الواقع الرمادي الباهت ..
استوعبت تمددها على الأريكة وحيدة، فنهضت بتمهل والتعجب يعلوها، إلى أن تحولت ملامحها بالتدريج إلى الإحباط والألم .. برودة شديدة أصابت جسدها فجأة بعدما ضربها الواقع بحقيقة أنه لم يكن إلا مجرد حلم ..

هو لم يأتِ إليها .. فخر لم يحضر ليعيد أيامهما الجميلة السابقة كما تخيلت .. فقط كانت تتمنى .. ولكنها لم تتحقق!

*
*
*

تحرك زياد ببطء وحذر ليرتفع قليلًا بدلًا من التسطح بالكامل على الفراش، وقد ساعدته ياسمين ووضعت الوسادات من خلف ظهره ليستند عليها براحة .. ثم التفت لها عندما قالت بابتسامة واسعة وهى تجلس أمامه على طرف السرير :

_مش ناسي حاجة؟

تطلع لها متصنعًا التفكير، ثم أجاب بشكّ وكأنه لا يعلم مقصدها بالفعل :

_الدبلة؟

ضحكت وفتحت قبضتها لتظهر الدبلة في راحة كفّها، ثم مدتها له وهى تقول :

_لو كنت غلطت كنت هنكّد عليك

ضحك بهدوء وأخذها منها وارتداها بتمهل، ثم قال بنفس مستوى صوته الواهن والخافت مع ظهور مشاكسته المعتادة بين ثنايا نبرته :

_طب فين الخاتم اللى جبتهولك بقى عشان انكّد عليكِ انا؟

رفعت يدها، موجّهة ظهر يدها له، ليرى إصبعها بوضوح، وقالت بعناد :

_انسى يامطرقع مش هتعرف، انا مقلعتوش من ساعة ما جِبته

لوّحت ضحكته على محياه، ثم سألها :
_طب ليه مش لابسة باقي الدهب؟

اعتلتها ابتسامة مشاكسة وخجولة بنفس الوقت وهى تجيب :

_لما نبقى تحت سقف واحد هلبسُه

ضحك بعبث وأجاب :
_طب ما نروح بكرة؟

تساءلت ببلاهة :
_نروح فين؟

_تحت سقف واحد

صاحت باستنكار :
_انت فى ايه ولا ايه يازيزو دلوقتي؟ وبعدين انت لسة مجبتش الشقة أصلًا فين السقف ده؟

أجاب، وصوته لايزال محافظًا على نفس نبرته المجهدة وصوته الهادئ :

_سقف أوضتي عادي

أشاحت بنظرها بعيدًا وأجابت بمزاح بدا وكأنه جاد من ملامح وجهها العابسة :

_لا ياخويا اخاف بسمة تبلعني

ضحك بشدة وعلّق موافقًا :

_لا خلاص بلاش فعلًا .. ده احنا تَعابين ومش عارفين نسلك منها

بادلته الضحك بهدوء، وخيم الصمت للحظات قبل أن يأمرها قائلًا :

_كلمي فخر شوفيه فين دلوقتي ..

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن