24- (كُـشـفَ سِـرُّه)

5.3K 377 104
                                    

مرت الساعات حتى أتى المساء ..
.

أخذ زياد حبة من شريطه المعتاد ثم ارتشف معها بعض الماء وهو يقف أمام مكتبه .. أخفض الكوب فجأة بفزع حينما باغته صوت فتح الباب دون استئذان، فاستدار سريعًا ليجد سحر واقفة تسارع بالاعتذار :

_معلش معلش والله ما كنت اعرف إنك هنا, انا كنت طبقت الغسيل بس وجاية احط لك هدومك معلش والله آسفة

أسرع يخفف عنها شعورها بالاحراج :
_براحتك ياست سحر، انتِ تدخلي براحتك عادي محصلش حاجة

ابتسمت بخفة ثم اتجهت إلى الخزانة لتضع الملابس .. استغل زياد عدم انتباهها وحرّك يده من خلف ظهره بهدوء ليُخفِ الشريط أسفل بعض الأوراق التى تعتلي المكتب ..

انتبه لدخول ياسمين من الباب تهتف بحماس :
_زيزو !

اقتربت منه وجذبت يده لتجبره على مرافقتها :
_تعالى تعالى شوف البِدل اللى شوفتهالك على النت

أعاق محاولتها وحاول إيقافها بقوله :
_طب ثواني بس ....

قبل أن يتابع حديثه قاطعته هى بحماس مفرط :
_لا لا مفيش أى حاجة مهمة دلوقتي غير دي ، انا عايزاك تنقّي معايا الفستان كمان لازم تشوف اللى نقّيته انا اختارت حاجات روعة روعة بجد، تعالى

أردفت بآخر حديثها دون أن تلبث بموضعها وهى تشده إلى الخارج، فاستسلم لها وخاطب سحر عندما وصل إلى الباب :

_اقفلي الباب وراكي ياست سحر لو سمحتي ....

*
*
*
كانت مريم بصحبة أصدقاءها فى أحد الأماكن المفتوحة الواسعة لقضاء أمسية مليئة باللعب والطعام والمشروبات ..

قضت معهم الكثير من الوقت قبل أن يخبرها إياد بالنهوض معه والابتعاد عن أصدقائهم لبعض الوقت ..
كانت تشاركهم صديقتها المقربة (رنا) والتى لم تخفض ناظريها عنهما حتى جلسا على مقربة من "البار" التابع للمكان ..

جلست فوق الكرسى المجاور له ، فوقها سماء الليل السوداء وحولها نَسمات الهواء الخفيفة والأضواء البيضاء التى تملأ المكان ..

_الواحد زهق من الصداع بتاعهم

تمتم إياد بجملته، فضحكت بخفة وقالت :
_ليه ده الجو حلو والله

_سيبك منهم، عايزين نشرب حاجة ونقعد لوحدنا شوية

ابتسمت بقبول :
_اوكي شوف نشرب ايه

ابتسم عابثًا :
_تاخدي على زوقي؟

أومأت بالموافقة :
_ماشى

توجّه إياد بطلبه والذى لم تفهمه مريم فتساءلت :
_ده ايه ده معرفوش

_ده حاجة جديدة هتعجبك اوي ..
لوت شفتيها بلامبالاة وهزت رأسها برضا، قبل أن تتفاجأ بيد تمسك ذراعها بقوة، فالتفتت لصاحبها بماغتة، لترى رنا تحدجها بحدة وتهمس لها بأقل صوت ممكن :
_قومتي ليه؟

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن