حكاية يونس و مريم

4.8K 85 0
                                    

(١)
_أخيراً هنفرح بيكِ
=عرفتي اخرتها!
_شوفتي عشان تبطلي قنعرة فاضية
=بس برده وقعتي واقفة يونس برده معاه فلوس يشتري البلد كلها
_على رأيك دا كل البنات بتلف عليه اكمنه جاه و مال
=و شكله ياختي الولا حاجة نضيفة
_دا غير انه وحيد أهله يعني لما تجبله حتة عيل هاتنعم هي ف النعيم كله و مراته الأولى دي كدا كدا هتتركن على الرف...
كلام...
ماعندهمش غير الكلام...
و مش أي كلام، دا كله كلام مُقرف و لولا بمسك نفسي دايما كان زماني خربتها عليهم، بس لازم اسكت  لان ف الاخر هيكون اللوم عليا و أنا اللي اطلع غلطانة و مترتبش مع إنهم هما اللي عايزين الحرق!

اتنهدت و سيبتهم مع ماما يفضلوا يرغوا الرغي المقرف دا و اللي بالمناسبة ماما بتشراكهم فيه...
دخلت اوضتي ملجأي الوحيد و كالعادة سمحت لدموعي بالنزول...
فرحانين خلاص أني هتجوز!
لا دول بيحسدوا!
لا و كلام تاني يضايق!
فرحانين إني زي مابيقولوا آخرة تكبري على الناس و العرسان اديني اهو مبقاش قدامي غير يونس اللي مش في نفس مستوى تعليمي زي ماكنت بقول على غيره و بتكبر! و اللي كمان متجوز قبلي و اللي هي بنت عمه بس قرر يتجوز تاني عشان مش بتخلف!

و انا العروسة اللي شايفنيها مقدمهاش حل غير إنها توافق عشان خلاص كبرت عن سن البنات الصغيرة اللي بتتجوز!
ياما دافعت
حاربت
كابرت
و في الآخر زهقت بس اللي وجعني اوي اهلي اللي مابيحولوش يفهموني، دايماً كانوا ضدي و مع الناس و كلامهم بس اللي قهرني اكتر إني سمعتهم بيتكلموا عليا من ورايا!
و دا اللي خلاني أوافق اريحهم مني زي مابيقولوا و اتجوز يونس...
أنا مهزومة...
مقهورة...
قلبي وجعني...
و وحيدة أوي...
أنا عمري ماتكبرت على حد
عمري مافكرت في كدا
أنا بس كنت بدور على اللي ارتحاله و يناسبني
هو يعني دا مش حقي!

انتبهت على صوت التليفون و كان هو، عريسي المبجل، مسحت دموعي و هديت عشان اعرف أرد و اول مافتحت عليه قال:
_ عاملة إيه يا ست البنات كلهم
=الحمد لله على كل حال
_اتنهد: مش محتاجة حاجة غير اللي مطلوبة؟
=لأ
_أي حاجة طيب لزوم الفرح و حاجات البنات دي؟
=لأ
سكت لحظة و بعدها قال بهدوء:
_زي ماتحبي و اللي يريحك، أنا هقفل بقا اشوف اللي ورايا مع السلامة...
قفل و اتنهدت بحزن وضيق...
أنا مش عارفة اعمل ايه و لا هعمل إيه!
فرحي بكرة خلاص على واحد معرفتوش و لا قعدت معاه غير اسبوع واحد!
بالسرعة دي!
أنا وحيدة و خايفة أوي
خايفة منه و من الحياة اللي داخلة عليها
مش معقول هيكون دا الهادي اللي بيكلمني دا!

مرت الايام بتقل كبير على قلبي و اديني اهو في شقته!
خايفة لدرجة إني حاسة إني هموت!
لقيته بيقرب مني بهدوء و للمفاجأة لقيته بيمسح دموعي اللي مش حاسة بيها و قال بحنان غريب:
_متخافيش
مسك ايدي بعدها و قعدني على كرسي و قعد جنبي و قال:
_و الله ماتخافي مني أنا...
سكت و بعدها اتنهد و قال:
_قومي غيري هدومك عشان نصلي و ربنا يباركلنا و تهدي...
خلصنا الصلاة بالفعل و لقيته طلب مني ادخل أنام و بالفعل كأني كنت مستنية دا، دخلت نمت هروب من كل الدنيا و كل حاجة، محستش بنفسي و لا بأي حد لحد مالقيت نفسي بصحى الصبح على تخبيط جامد على باب الشقة و زعيق!
فتحت و كانت مامته!
_أخيراً صحيتي يا عروسة الهم و الندامة!
يتبع...
#رجال_لكن_ظرفاء_(حكاية يونس و مريم)
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن