(الفصل الثالث والعشرون، الجزء الثاني)

713 45 9
                                    

فأخرج المُلثم الآخر نصل حاد "مِطواة" وطعن بطن حمزة

صرخ صرخة رجولية مدوية متألمًا ،
و كأن النصل قد وضع علي نيران في قعر جهنم قبل أن يُطعن به

تمسك "حمزة" سلاحه جيداً و أطلق الرصاص لقدم الشخص الذي يكبل ذراعيه من الخلف فوقع أرضاً

فوجه حمزة السلاح نحو رأس الرجل الآخر لكنه دفش حمزة وهرب

وهرب الشخص الثاني هو الآخر يلهث و يزحف علي بطنه، كـكلب أشتدت عليه حرارة الشمس بين ثنايا الصحراء، ولم يجد قطرة ماء يروي بها حلقه الجاف

وقع "حمزة" علي ركبتيه فأنتفض جسمه مُعلنًا إستسلامه للموت
رفع يديه عن جرحه ليراها قد لطخت بالدماء،

و تلك المسكينة مازالت في السجن المحاطة به تصرخ وتنادي علي حبيبها خشيًا عليه من فقدانه

رفع رأسه وهو مازال في وضعيته ينظر إليها بضعف حتي وقعت رأسه علي الأرض مستسلمة وسط دمائه التي تحاوطه تلك الجثمان الهذيل رغم شدة بنيان هذا الجسد المعضل الذي ينسب لـ ملاكم مُحترف 

، خرجت من السيارة المغلقة بإحكام ، و بحق ﷲ لا أعلم كيف!!  
وبيديها زجاجة مياة وهرولت إليه كانت تتعثر قدميها وتلتوء في الحفر الموجودة بالمكان، ولأنها لم تتمكن من الرؤية جيدًا نسبةً للظلام الدامس الذي يحيط بهما

جلست بجواره ورفعت رأسه علي فخذها محاولة جذبه بين أحضانها و أخيرًا نجحت في ذلك

أطبقت علي رأسه و ضمتها لعناق دافئ منها
، شعَر أنه يريد أن يبقي بين ذراعيها ليومٍ أو يومينِ أو حتي تنتهي حياته هُنا في تلك الوطن

، و أن سبب موته الوحيد لن يكن الطعنة اللعينة التي تعرض لها
، بل أن يخرجه أحدًا من حضنها محتججًا بأنه سيداويه لينقذه من الموت 

أخذت تطبع قُبلات متفرقة علي وجهه و شهقاتها المستمرة جعلتها تهمهم بكلمات غير مفهومة أو كانت طلاسم لكتاب شعوذة.... حقًا لا أدري!!

دموعها المنهمرة أندمجت مع العرق البارد الذي زَيَنَ جبينه
، خللت أصابعها بين خصلاته السوداء الكحيلة التي لم تتضح لها بسبب الظلام
_قوم ياحمزة.... عشان خاطري...،قوم ياحبيبي

صرخت "فيروز" صرخة لتستنجد بأحداً
:ألحقونا....... ،حد يلحقنا!!

ولكن دون جدوي كان صراخها مثل صراخك في الأحلام غير مسموع ولكنه يطالب النجدة

كانت تحاول أن تفيقه وتقبّل وجنته "خَده" وجبينه

رفع ذراعه مجاهدًا و ألتمست أنامله خدها الوردي الناعم الذي أنغمس بالدموع
ربت عليه تربيته خفيفة هذيلة كي تكفكف دموعها، ضمت كفه لثغرها و قبلت باطن كفه بقُبلات رطبة دامت لدقيقتين

/العودة/ فَهل بعدَ الغِيابِ مُـلْـتَــقَــي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن