(الفصل الثلاثون، الجزء الثاني)

699 36 10
                                    

نادته بنبرة مرتجفة بالكاد تكون مسموعة
_مُـــــراد

خمدت نيران قلبه عندما سمعها تناديه
، ها قد فاقت وأنتصرت في معركتها مع الموت

تلك الكلمة جعلت جسده يشعر بالبرودة رغم حرارة الجو الساخنة تجمعت حبيبات العرق علي جبينه وشعر بإرتواء في حَلْقِه الجاف منذ ثلاثة أسابيع من مدة تَغيُّبها عن الوعي

فتح عسليتاه ليلتقي بزُرقتها التي أشرقت من جديد لتنبض بحبهما
،زُرقة البحر التي تكمن بعينيها أرتوت منها عيونه بعدما كانت جافة تشبه الأرض البور المهجورة لا يلمع بها إلا الدمع

نظر إليه بلهفة قائلاً بسعادة غمرت قلبه بعدما ترنم اسمه بين شفتيها التي عادت حُمرتهما من جديد
_مــــيرال!!!

ناداها بلهفة و شغف كأنه للتو نجح في الثانوية العامة
لم يعد مسيطرًا علي رغبته في أحتضانها وضمها إلي ثنايا صدره بقوة
فعل ذلك بالفعل حتي كدت تسمع تهشُم عظامها بين ذراعيه، فقد عادت قوته من جديد

دفن رأسه في عُنقها ليستنشق رائحة عطرها فيه، فشعرت بدفئ أنفاسه ودموعه الدافئة التي تسري علي عُنقها

، تنفست عُنقه بإشتياق فاق حدود العشق،
ظلا علي ذلك الوضع ما يقارب أربعة دقائق تقريباً
أخرجها من أحضانه بعد عناق طويل ليكمل أحتضان وجهها بقُبلاته

وضع جبينه فوق جبينها ف أختلطتت أنفاسهما الدافئة ببعضها
ثم همس بين شفتيها قائلاً بصوت مُـخَـدر
_وحـــشــتيني أوي

لتضحك بأعين دامعة و أمسكت وجنتيه بكفوفها
_أنت وحشتني أكتر ،فكرت هموت وأسيبك

قبّل باطن يدها ثم نظر لعيناها بعشق جارف قائلاً
_إلي أرواحهم مربوطة ببعض مـبــيفـتـرقــوش

أردف بتربيتة خفيفة علي وجنتها
:وأنا روحي مربوطة بيكِ، وعمرها ما هتفترق عنك
يعني لو حد فينا مات التاني هيروحله بعدها

ضحكت ففرت الدموع من عينيها
مدّ إبهامه ومسح دموعها الهابطة فقالت بحزن
_I was pregnant. "أنا كنتُ حامل"

ضحك وقبّل جبينها، ثم أبعد شعرها المبعثر عن وجهها قائلاً بهدوء
_And you still are. "و مازِلتي"

لمعت دموع الفرحة في أعينها كأنها طفل صغير حصل علي حلوي يُحِبُها قائلة بشغف عاد لروحها
: بــجــد يا مُـــــراد

أومأ بفرح
: بجد يا عيون مُراد

تحدثت إليه بوجهه يعتصر ألماً
_ هو إلي عمل كدا كان عايز يموتك أنت؟

_أنا آسف أنّي مقدرتش أحْميكِ
أمسكت رأسه و ضمتها لـصدرها موضع قلبها و طبعت قُبلة علي خصلات شعره وأحتضنته بقوة كأنه طفلها
_ sacrifice my life for you
"أُضحي بحياتي لأجلك"

خرج من أحضانها و أبتسم قائلاً
: متقلقيش إلي عمل كدا روحه طلعت لربنا خلاص

ثم رفع كتفيه وبرز شفاهُه السفلية ثم أردف ببراءة كأنه لا يعلم شيئاً:
_بس أنا معرفش مين عمل كدا

/العودة/ فَهل بعدَ الغِيابِ مُـلْـتَــقَــي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن