(الفصل الخامس،الجزء الثاني)

760 51 9
                                    

إنتشار الخبر في جميع الجرائد المصرية

(إستشهاد الرائد/ حمزه نوح الجبالــي
بعد محاوله إغتيال دُبِرَت بواسطة العناصر التكفيرية)

لم يستوعب ما الذي يكتبونه هؤلاء الحمقي

خرج من هذا الموقع و هاتف أكبر جريدة قد ساهمت في نشر الخبر و أنفجر بهم غاضبًا
: إيه التهريج ده ،أنتو مجانين، إيه الخبر إلى أنتو منزلينه ده
،الخبر ده يتمسح عشان الجريدة بتاعكم متتقفلش

أجابه "رئيس التحرير" بهدوء
: يافندم ده الخبر إلى جالنا، من وزارة الداخلية و أحنا مينفعش منزلهوش

أحس بلسعات بشعة في بشرته و ضربات الرياح ترتطم بوجهه
: مش بقولكم مجانين، حمزة مماتش يا أغبيا!! مماتش ،أنا هقفلكم الجريدة دي

أغلق الخط في وجهه

وقف يشهق و يزفر حتي جف حلقه كأنه خرج للتو
من مارثون للركض خلف عظام الكلاب الضالة، أستند علي طاولة عالية التي تحمل كأس مياه و دورق شفاف، و ازدرد منه بلهفة جلّ ما فيها، حتي صارت لحيته البُنية أغمق بفعل البلل

هبط إلي الأسفل مهرولًا فقابلته "دادة إيمان" بإبتسامة كالعادة
: هتفطر يامراد يابني

تحدث وهو يندفع للخارج و الغضب يغور صدره
: مش عايز أطفح!!!

أعتلي سيارته وقادها بسرعة جنونية علي أمل أن يذهب إلي بيت "نوح" و يجد "حمزة" هناك و يكذب هذه الأخبار الضالة بالنسبة له

دلف إلي المنزل و أخذ يبحث عنه يمينًا و يسارًا
ويناديه بتلهف و عصبية مفرطة
: ياحمزة!! ، ياحمزة ،رد يابني أنت فين؟؟

سمع صراخ ينبعث من غرفة "تالين" و كأن هناك كارثة قد صادمتها
هرول إليها والخوف حليف قلبه، خشي أن تؤكد له ما يشعر به ويتمني أن لا يكون أكثر من مجرد كذبة

قال وعيناه كانت تتقدان بالغضب
: إيه يا تالين بتصرخي ليه؟؟

أكملت صراخها و أرتمت بأحضانه
: حمزة لا!! ، حمزة لا!! ، حمزه مات يامراد، أنا عايزة حمزه يامراد هاتهولي

رفعت رأسها وأجابت
:هو مماتش صح

كور وجنتيها بين يديه وقال بـ وجه محتقن حنقًا
: أهدى ،أهدى ،هو محصلوش حاجه هو كويس بيضحكوا عليكِ ، أنتِ صدقتيهم ليه دول أغبيا

هرول إليهما "زينات،نوح" متجهين إلي الصراخ

ضربت "زينات" أعلي صدرها بزعر
: بسم ﷲ الرحمـٰن الرحيم، إيه إلى حصل مالك يا تالين

لم تجيبها و مازالت تصرخ

حدق بها "نوح" بنظرات متقدة
: في إيه ، إيه إلى حصل

أكملت صراخها دموعها التي تفيض كالمطر الذي أنحبس لسنوات و جاء وقت فيضانه
: حمزة مات يا بابا، حمزة مات

/العودة/ فَهل بعدَ الغِيابِ مُـلْـتَــقَــي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن