عقاب ابن الباديه البارت الخامس عشر
اغلقت مديحه سماعة الهاتف ونظرت لأخيها وزوجته وأردفت بإرتياح:
-ودلوقتي محمود وعايده خلاص بح.. ومبقاش معانا غير حتتة ولد صغير أمره اسهل منه مفيش.. اخوكم الصايع موديه البدو ومخبيه هناك طول السنين اللي فاتت ومستغفلنا هو ومراته وملبسينا العمه.. وسايبنا ناكل في بعضنا، والواحد صبر كتير ومبقاش عنده ذرة صبر زيادة.
فتح يحيي عيناه على وسعهم وهو يعقب على كلامها غير مصدق لما سمعه للتوا:
-قتلتي اخوكي يا مديحه؟ قدرتي تعمليها ازاي؟
- قدرت يايحيي زي ماانت قدرت تشوف اخوك بيتعذب ويتسمم قدامك وكان عادي عندك.. أوعى تيجي دلوقتي تعمل انه صعبان عليك،
أو إنك مش مأيد اللي عملته بس عشان تريح ضميرك شويه.ردت عليها فريال التي كانت تنظر اليها ولا تعلم لم رأتها في هذه اللحظة وقد تحولت ملامحها لملامح ذئب مسعور مستعد لنهش الجميع، فحاولت الإنضمام لجبهتها حتى تكون بمأمن منها :
- لأ طبعاً يامديحه اللي عملتيه دا هو اسلم وأسرع حل، لأن فعلاً إحنا انتظرنا كتير وكل خططنا فشلت، وانا بعترف بفشلي وان الجوله دي انتي الفايزه فيها،
ودلوقتي انا ويحيي في انتظار قرارك اللي جاي وهنفذه، مع اني اتوقع انه قتل آدم.. فسيبيلي انا المهمه دي
مديحه:
- لا آدم مينفعش يموت دلوقتي، آدم لازم يجي هنا حي، لازم يفضل تحت وصاية عمه وتحت عيونا لغاية مايوصل السن القانوني، وبعد السن القانوني هناخد منه كل حاجه ونخليه يحصل أبوه وأمه.
ودلوقتي محتاجين نعرف مكان الولد بالظبط عشان نروح نجيبه.. فألتقط يحي الصورة من يدها ونظر اليها بإمعان وتهللت اساريره وهو يردف بسعادة:
-استنوا.. انا تقريباً عرفت المكان اللي فيه الولد.. آدم عند الشيخ منصور.
لتهمس فريال مرددة من بعده:
-الشيخ منصور!
- ايوه يافريال الشيخ منصور.. ومين غيره يقدر على العمله دي، يابن اللعيبه يامحمود.. هاتي الصوره دي يامديحه وانا رايح اجيب الولد، وبالمره كلمي الراجل اللي خلص اعرفيلي منه المكان اللي محمود وعايده عملوا فيه الحادثه..
عشان اجيبهم معايا بالمره وندفنهم، ونلم لحمنا المتنتور فى كل مكان ده.انهى كلماته وذهب لغرفته وبدأ في تبديل ملابسه ثم لحقته فريال التي همست له:
-خلى بالك من نفسك وانت رايح، واتلفت حواليك كويس وخد المسدس بتاعك معاك.
- ليه دا كله؟
- احتياط ياحبيبي، وتنساش إن اللي موتت اخ تقدر تموت التاني من غير مايرفلها جفن..
وخصوصاً لما يكون قلبها محروق منهم عشان مخلوهاش تمشي على حل شعرها.
توقف يحيي عن ارتداء ملابسه ونظر للفراغ واردف وكأنه ادرك شيئاً ما:
-تصدقي عندك حق.. دي كده مديحه الواحد يحطها تحت الميكرسكوب من هنا ورايح.
- متقلقش من الناحيه دي انا مش هغفل عنها لغاية مانفوقلها، ماهو احنا مش هنخلي حيه تسكن بيتنا ونربيها واحنا عارفين انها مليانه سم وهتلدغنا فاي وقت وتموتنا.. احنا مش اغبيا ومش هنغلط غلطة محمود.
غادر يحيي وقد إمتلأ قلبه بالقلق من ناحية اخته، وأصبحت الآن هي التالية في قائمة التخلص، فمن يخون مره يخون الف مره، ومن يضحي بأخ يضحي بالاخر كما قالت فريال.

أنت تقرأ
رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسف
Mystery / Thrillerقصه تدور حول تخلى الأهل عن ابنهم ونفيه في الصحراء وسط قبيلة بدوية لحمايته من القتل كما حدث لأخيه الأصغر، وأيضاً لثقله كي يعود قوياً ويستطيع مواجهة من أفسد حياته وحياة ابيه وحرمه من اخيه الوحيد، والذي لم يكن سوى عمه.. فتحول الطفل على يد شيخ القبيلة ل...