٤٣

3.5K 283 37
                                    

عقاب ابن البادية الفصل 43

عادت رجوه لخيمتها، وجلست تخطط لما ستفعله، وكيف ترد الصاع صاعين لسالم، ولكل القبيلة، تعلم أنها إن ماتت سيتألم هو، وإن تألم لن يترك أحد ممن أذوها دون عقاب..
تثق به وبمحبته وأخذه لثارها حتى بعد موتها، فقررت أن تريح الجميع منها وتستريح هي أيضاً، فلن تعيش حياة فُرضت عليها ابداً.
نامت وأغمضت عينيها، ونوت أن تبدأ التنفيذ من الغد.

أما سالم فنهض أخيراً وقرر العودة لخيمته، وفور ان رأته مزيونه من بعيد ينهض نهضت هي أيضاً وهرولت تسبقه نحو خيمتها، أبدلت ملابسها سريعاً ورشت عطرها وأشعلت البخور، ثم إستوت على الفراش تمثل النوم.

دلف للخيمة، إقترب منها وجلس بجوارها، فتحت عينيها وكأنها إستيقظت للتو، سألته بهدوء:
- هلا سالم، جوعان انقوم انجيبلك وكل؟
- لا يامزيونه مو جوعان، ردي نامي.
- لا مافي نوم، طار النوم بجيتك، اذا انت رايد تنام نام، وانا بقوم احوص بالخيمة واشوف ايش فيه ومافيه، ولا تخاف ماراح تسمع مني أي صوت يزعجك.

-لا لا أبقي لا تقومين، خليكي معي شوي.. قالها ثم نزع جلبابه ونام بجوارها وإحتضنها بكلتا يديه ووضع رأسه فوق رأسها وأغمض عينيه، يعلم أنها تعرف كل مايحدث، ولكن صبرها وهدوئها لا حدود لهم، وهذا مايعجبه فيها ويشعره بالإرتياح، فلا يصدر منها ماينغص عليه حياته ويزيد من همه، هي وخيمتها أصبحت راحته بالفعل كما طلب منها.

اما مزيونه فدفنت رأسها بصدره وطوقته بذراعيها، تشعر به وبمدى جرحه وتلتمس له الاعذار، فهى إختبرت الحب من طرف واحد وتعرف جيداً كم يؤلم، ولكن عزائها أن الله عوضها به،
نعم لم تحصل عليه كاملاً، وتعلم أنه معها جسد بلا قلب، ولكنها راضية وحامدة، وستفعل مابإستطاعتها كي تحصل على مكان ولو صغير في قلبه.
اغمضت عينيها وإستسلمت للنوم أخيراً على دفئ انفاسه، فهو بجوارها ولا داعي لمزيد من القلق.
أما هو فعرف من إستسلامها السريع للنوم بأنها لم تكن نائمة كما كانت تدعي، ولم تنم من الاساس، وكانت محاولة منها لجعله يعتقد أنها لا تُبالي بكل مايحدث، وهذه طريقتها لفصله عن العالم الخارجي، وكانت ستنجح ، ولكن في موقف آخر غير هذا، فما حدث اليوم كثير جداً على النسيان أو التخطي.

أما عند آدم، بعد أن صلى الفجر جماعة جلس مع عمه قصير وباقي الرجال المسئولون عن إستلام شحنات السلاح، ومن ضمنهم صياح..
- عقاب اقول لزوم تنتظر لتستلم هي الشحنه بنفسك، سالم مافي عقل ورابح لحاله مايقدر.
قفز صياح أمامه وقال:
- انا نقدر ياعمي، جربني وشوفني واذا ما إستلمت الشحنه لحالي ووزعتها برفة عين ماتحسبني من ضمن الرجال.
- اجلس ياصياح الشحنه هالمرة كبيره وماينفع فيها لعب، هي فيها كل مالي وحالي.
- وانا انخاف على مالك وحالك اكثر منك ياعمي، هاد أصبح مال ابو مرتي، بس انت اترك كل شي علي انا وهلال وبتشوف ايش راح نسوي.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن