٥١

1.7K 125 19
                                    

عقاب ٥١
العنود:
- ياامي انا مااريد اي نهوة علي الحين، انا مازال قدامي عام بجامعتي ومن بعدها اريد آخذ الدكتوراه واشتغل بشهادتي، هي أحلامي منذ الطفولة وانت تعرفين إن الزواج مقبرة الأحلام، زين ليش ابوي يعلمني إذا بالنهاية يقبر أحلامي ويقبرني بالقبيلة؟
نوف:
-. والله والله إذا تحكمون علي اتزوج بالقبيلة لأصعد فوق أعلى بناية بليبيا وارمي حالي وأموت أهون لي ولا اعيش كل عمري بين الهوايش والبهايم وأموت مسموطة بنار جهنم اللي هين أو أتحنط من برد الشتا اللي مايحول بينه وبين الناس غير قطعة قماشة ماتحوش صقيع،
وأصلاً انا مااحب القبيلة ولا عيشتها ولا ناسها ولا اليسوونه ولا اللي يقولونه.

ردت عليها أمها بقلة حيلة:
- يانوف ابوك علمك الاعراف ومايصير تـ....
- الله يلعن أبو الاعراف على اللي سوى الاعراف، ياااخ انا اكره الأعراف.
- ششش اصمتي يانوف مااريد حد يسمعك، مااريد أهل القبيلة يقولون مرت قياتي وقت سكنت الحضر ماعاد تعرف الأصول ولا علمتها لبناتها، مااريد تنزلون راسي وراس بوكم.
العنود:
- زين ياأمي اقول.. مايصير تأجلون قرار الدفن هاد، يعني اعطونا وقت نستعد، ندري اننا مانملك حق الاختيار، بس عالأقل نملك حق التأجيل.
-. ماادري ياعنود، اشوف ابوك وارد عليك، وإلا نوجدوا حل.

نظرت الأم لعفراء التي كانت جالسة تأكل في خبزة ساخنة أحضرتها من النساء وهي آتية للخيمة وسألتها بإستغراب:
- اقول ياعفراء، ماسمعت رايك بالموضوع يعني؟
- ليش هو الموضوع به رأي.. اللي يحكم به الحجي قياتي يصير، ثم انكم تعرفون اني أموووت علي حياة القبيلة واحبها واااجد، يعني ماعندي مشكلة إذا عشت فيها.
نوف:
- يارب ياعفراء يرهنك ابشع شاب بالقبيلة كلها وتعيشين هين عيشة الكلاب، وتتصلي تلطبي الغوث وماتلاقية، وتبلعك رمال الصحرا المتحركة..
ولك ياغبية أنت هي حياة بدائية، تخيلي معي وانت تتحممي بخيمتك والهوا طير الخيمة إيش وقتها تسووين بروحك وانت ماتشوفين روحك إلا جالسة بمجلس الرجال من دون ملابس متل ماولدتك أمك والقبيلة كلها تنظر لك ؟

سرحت عفراء في الموقف ولم ترد عليه سوى بضحكة مجلجلة عقبتها ضحكة من أمها واختها العنود، وانقلبت المناقشة الجدية لنوبة من الضحك لم تشارك بها نوف ولا حتى بإبتسامة صغيرة؛
فهي تتحدث في أمر هام من وجهة نظرها ولا تعرف هؤلاء المعاتيه علامَ يضحكون؟!

اما في خيمة الشيخة عوالي:
قياتي:
- يابوي من رخصتك انا فتحت باب الرهن على بنياتي، تعرف إني ماأجي للقبيلة إلا كل حين، وما أملك الوقت والبنيات كبرن وصارن بسن زواج، وانا مااريد انساهم بزحمة أشغالي.

- خير مانويت ياوليدي، ستر البنية حمل ولزوم ينزاح من فوق كتافك، بس ياقياتي ماتعطيهم إلا لليشبههم، بناتك مايوالمهم أي رجال.
- اعرف ياشيخ، والحين انا قررت اخلى الأختيار بيدهم هم؛ لأني مااريد أشيل وذرهم ولا اشوف اللوم بعيون وحدة منهم بيوم من الايام،

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن