53

3.3K 187 8
                                    

عقاب الفصل ال٥٣  

إنتشر الخبر فى القبيلة سريعاً ووصل لمسامع خوله، فقامت ترقص وتغني قبل ان تعرف هوية العريس، ولما سمعت الإسم توقفت عن الرقص ويديها معلقتين في الهواء وهمست بعدم تصديق:
- سعود الشحاذ؟! سعود الأسود فحام الطناجر! سعود اللي مايستحم وريحته قالبه كل القبيلة والناس تحيد من غير طريق إذا جالس بمكان؟
حييييه عليا وعلى حظي الأغبر.. اي انا اعرف إن عقاب مستحيل، بس يعني ماأنزل بأحلامي من عقاب يحوم بالسما لفار يتخبى بشوق الأرض!
صالحه:
- صكري فمك انت ماشفتي ايش سوت الشيخة حتى تقنعه هو وامه بيك، وإذا علي غنماتك حطت فوقهم ٤ حتي رضيوا بيك.
- إيش تقولين؟ انااا خوله زينة بنات القبيلة مايرضى بي سعود الخايس؟ والله عقلي يقول اروح ادجه بحجر افتح راسه واسحبه للبير واسبحه قدام كل اهل القبيلة الأجرب واخليه يشوف الوصخ الينزل منه حتي يعرف قيمته ومقامه.
- شوفي بلا كتر وجيج راس، هو سعود الموجود رضيتي به ولا امشي للشيخة اقولها خوله ماوافقت شوفيله عروس غيرها.

ترددت لحظات قبل أن ترد:
- بس طولي بالك شوي انا ايش قولت يعني، خلص سعود سعود.. بس والله عقاب اللي كان بنفسي.

- قطع انفاسك.. والله ماادري انت ايش شايفه بروحك وتنظرين للعالي؟

- ولا عالي ولا واطي.. إنقطع حبل الأحلام وطاحت كلها عالأرض ومابقالي إلا سعود الأجرب.

انهت جملتها وعادت للرقص مرة أخري بنفس الحماس، ثم توقفت على صوت ينادي خارج الخيمة:
- ياخولة، ياعروس ولدي افتحي ابواب الخيمة جاتك ام سعود طوافه.
- إرتبكت خوله وأمسكت أمها من تلابيبها وهمست وهي تقفز امامها مثل قردة صغيره:
- ام الأجرب جات، أاقصد أم رجلي جات، ايش اسوي، وين اروح، ايش البس، إيش اقول، قولي قوام انا ماعارفه شي ماعارفه شي.. كانت تتحدث وهي تهز أمها بعنف حتى شعرت أمها بأنها ستقع من هز خوله فيها، حاولت دفعها عنها مراراً ولكن دون فائدة، فرفعت يدها في محاولة اخيرة ونزلت بها على وجه خوله بكف ثلاثي الأبعاد جعلها تترك ملابس أمها في الحال وتهرول للصندوق لتخرج منه ثياب وتبدل في سرعة وعجلة وبحركات متوترة كمن أصابها مس!
دلفت ام سعود للخيمة وبحوزتها كيس بلاستيكي ابيض كبير يشف مابداخله، وكان عبارة عن ثوب زفاف بدوي، فجلست في المكان الذي دعتها إليه صالحه ونظرت لخوله الواقفة في إحدي زوايا الخيمة تمثل الخجل وآشارت لها كي تقترب وهي تقول:
- إقتربي ياخوله، تعي اجلسي جواري اريد افرجك شي.
هرولت خوله وقفزت لتجلس بجانبها وتتربع وتعود لخجلها الكاذب مما جعل أم سعود تتفاجأ من حركتها وتشعر بخوف سرعان ماإختفى، ثم ربتت على ظهر خوله  وقالت لها:
- ياخوله جيتك اليوم خطابه واريدك لولدي سعود بالمحبه.. وسعود اختارك من بين كل بنيات القبيلة لجل عيونك السود ويريدك تعمري بيته وتجيبيله وليداته.
- ولجل غنماتي وعنزاتي.
صمتت ام سعود وردت عليها صالحه سريعاً:
-تمزح.. تمزح خوله ياام سعود، هي تحب المزح متل عيونها.
-آ.. أي الله يديم روحها الحلوة ومزحها.
أقول ياخوله خذي هالثوب وقيسيه، هاد ثوب عرسي وجبته لك تتباركي به وتلبسيه بعرسك والله يبعتلك على وجهه ايام حلوه.
- اتبارك بثوب عرسك؟ انت تدركين من متى وانت معرسه؟ تريدين تعطيني حظك الاغبر وزوجي تاكله الضباع ويطلع مايرد واجيب وليد متل سعود ولدك ويطلع مامنه نفع؟

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن