٦١

4.1K 227 13
                                    

عقاب ٦١

سالم:
- اييش تقول، السيارة وجدتوها حد الحكومة! سيارة عقاب إيش تسوي عند الحكومه؟ تم تم

أغلق هاتفه ونظر لرابح وبأنفاس مرتجفة قال له:
- رجالنا وجدو السيارة بمقر الشرطة، يقولون انهم وجدوا شب يسوقها ولما سألوه قال أنه وجدها على الجسر واقفه ومعطله المرور ومفتاحها بها فأخذها، فلقطته الشرطه مع السيارة ومن ساعتها يحققون معه ويسألونه عن آدم يقول ماادري عنه شي! انا قلبي زادت نيرانه يارابح وعقاب خوي الحين مغدور مليون بالميه.
أنهى جملته وغص ولأول مرة يبكي بهذه الحرقة، بكى بكل مابقلبه من محبة لآدم وبكل وجع على مصير لقاه خِله ولا يعلم عنه شيء، ولم يكن بجواره ليحميه منه وهو من عاهده على حمايته لنهاية العمر، وماهو في نظر نفسه الآن إلا ناقض عهد خائن.

_____________
ظلام دامس وأنفاس مكتومة، عرف انه أسفل الماء بمجرد أن فتح عينيه، الأمر لم يدوم سوى دقائق ولكنهم كانوا عمراً بأكمله بالنسبة له، إختبر فيهم خوف غريب!
حاول تحريك ذراعيه فتضاعف ألمه وعلم أنه مصاب في ذراعه الأيسر، فأخذ يسبح بذراع واحد حتى وصل لأقرب يابسه،
أخرج هاتفه فوجده معطل، نظر حوله وقبل أن يقرر أى شيء رآهم آتين بسرعة يبحثون في كل مكان كالكلاب التي تبحث عن طعام،
فما كان منه إلأ أن عاد للمياه مرة أخرى، فاليابسة تعني رصاصة ثانية تخترقه، ومن نجى مرة لا ينجو كل مره.
غاص للأسفل كثيراً وأخذ يسبح مبتعداً قدر الإمكان، حتى شعر بأن قواه خارت ونال منه التعب، فصعد على وجه الماء وتنفس الصعداء وهو يتلفت ولا يرى احد منهم، ولحسن حظه كانت هناك بقعة على ضفة النيل بها حشائش نامية طويلة فقرر الإحتماء بها والمراقبة حتى يتأكد من أنهم غادروا ونجحت مراوغته، وبالفعل بعد حوالي ساعتين تأكد فيهم من مغادرتهم للمكان قرر الصعود للطريق، وبمجرد صعوده أوقف سيارة أجره وطلب من السائق إيصاله لأقرب مشفى، فتحرك به السائق على الفور وهو يرى حالته المذريه.

أما عند رابح وسالم..
رابح:
- وجدنا سيارته ياشيخ بس هو ماله وجود، متل فص الملح ذاب، السيارة وجدوها على الجسر مفتوحه والمفتاح بها.
قصير بحسرة:
- غالوك ياوليدي غالوك وطالتك يد الغدر.. جيبولي عقاب ياسالم انت ورابح حتى لو ميت، اريده يندفن هين بجوارنا، مااريده يندفن حد الشياطين النهوا حياته، عقاب مايلوقله يكون إلا بمكان نظيف وبه ناس نظيفه حتى لو كانوا اموات، ماتخلوه يندفن بمدافن عيلتهم لو على قص رقابكم، انا اريده ينام بأحظان عمي منصور ويجاور حبيبه.

أغلق رابح المكالمة مع عمه قصير وأسرع بالسيارة حتى كاد يصطدم بالناس أكثر من مرة، لايستوعب ماقاله عمه قصير، اما سالم فأخذ يلكم مقدمة السيارة بقبضة يده حتى كاد يهشمها، فكيف لعمه قصير أن يتحدث عن آدم بالموت ويخطط لدفنه بهذه البساطة!

وصلوا قسم الشرطة وتأكدوا مما قاله لهم رجالهم، تفقدوا السيارة ولم يجدوا فيها أي شيء يدلهم عليه، ولا حتى آثار لعنف أو مقاومة فعادوا خائبين الأمل.
وصلوا القصر وهناك كانت حالة محمود وعايده لا وصف لها، يموتان حرفياً وماهو إلا وقت قصير على هذا الحال وتفيض أرواحهم.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن