٣٤

2.8K 179 20
                                    

لقد عدنااا
عقاپ ابن الباديه الفصل الرابع والثلاثون. بقلم ريناد يوسف
في صباح يوم جديد يحمل فى طياته الكثير من البهجة لمن تم وصالهم بالأمس لاحت خطوط الصباح الأولى وتلونت ظلمة الليل التي لم يشعر بها لا رابح ولا معزوزة وهم غارقون فى بحور السعادة ذائبين كمعدنين انصهرا وإمتزجا ليتحدا في قالب واحد.. فتح رابح عيناه المغلقة دون نعاس على حركتها وضمھا إليه كطفل ېخاف إبتعاد لعبته الجديدة عن احضانه وسألها بهمس وهو يقترب من وجهها أكثر
وين رايحه ليش تتسرسبي من احذاي وودك تتركيني
تبسمت وهي تحبس خصلة شعرها المتمردة خلف اذنها وردت عليه هامسة بخجل
إصباح الخير ياكل خيري ودي انقوم انتحمم وانجهزلك فطور يليق بحبيب الروح وفرحة القلب.
ياصباح السعادة يانبض قلبي وشمس نهاري وقمر ليلي. ياحبيبي اذا ع الحموم انا بروحي انساعدك لكن اذا عالوكل فانت اليوم عروس ويدك ماتنحط بوكل ولا شي لمدةأسبوع من اليوم ولليوم السابع دلال وراحة يامعزوزتي مابعده دلال.. اياكي تطلعين من الخيمه لأي سبب من لسباب ولا حتي لتسويلي انا شي امي وخواتي هن اللي راح يسون كل شي وأنا وانتى ماعلينا غير نبقو بأحضان بعض.
تبسمت معزوزه وهي تعود للتمدد بجواره وتنظر إليه بسعادة وتتجول فى ملامحه بعيونها وهي تحمد الله على كل هذة النعم التى تغمرها بدء من رابح ومحبته وما يفعله لأجلها والذي لم يفعله رجل في جميع القبائل على مر العصور سوى عنتره ومافعله لأجل عبلة.. وها هو رابح يعيد الأفاعيل مع إختلاف الأسلوب ولكن بنفس مقدار الحب.
أما عقاپ فقد حظي بليلة مليئة بالاحداث تنقل فيها من مجلس الشباب لمجلس الشيوخ وبعدها حظي بفرصة اخرى للجلوس مع حيتة ومحادثتها تلك الطفلة الناضجة التي تمتلك قلبا صغيرا وعقلا يعادل الكون ومع كل حديث معها يكتشف مدى نضجه. 
أما كارمن فكان يواليها بعض الإهتمام من وقت لآخر ويخصها بسؤال أو بشرح شيئ عابر وتعريفها عليه وكان هذا كافيا منه بالنسبة لها فقد كانت تقفز هنا وهناك في القبيلة وبين الخيام وعند منطقة الحيوانات والبئر لتكتشف كل شيئ بنفسها.. أما رجوة فقد كانت تراقب من بعيد وتأكدت من أن آدم نظرته لحياة ليست خالية بالمرة وأن هناك شيء ولد يخلق في قلبه لها وأقسمت إن تبذل قصارى جهدها لتجهضه قبل إكتماله.
وكما كانت تراقب كانت تراقب وبنفس التركيز ومن يراقبها خرج بنفس الاستنتاج عنها وعن آدم.. ولم يكن سوى سالم ذلك الذي طعنته نظراتها لرفيقه وأخيه كطعڼة السيف حين يغمد في القلب على حين غرة فقد تأكد من أنها عاشقة لآدم للدرجة التي جعلتها تقف محترقة وهي تراه يحادث الفتيات ومالغيرة إلا دليل الحب الأكبر والأوضح والذي لا يقبل الجدال أو التشكيك.
كانت ليلة حافلة بالمشاعر الجياشة من حب وغيره وظفر بعد طول إنتظار وراحة بعد تعب طويل وأيضا چرح غائر في قلب أحدهم.
انتهت وتبدل الظلام بنور الصباح وقام الجميع على اعمالهم عوالي ذهبت مع مكاسب لخيمة رابح كي يتقصوا الأمور أما البقية فعادوا لأعمالهم اليومية ومايزه أخذت تتنقل من خيمة لخيمة ومن جوار إمرأة لأخرى كي تتفقد احوال القبيلة وأهلها وتلم بكل مافاتها طوال فترة غيابها.
إنطلقت الهلاهل من فم مكاسب وتبعتها العشرات من أفواه باقي نساء القبيلة معلنين عن إكتمال فرحة رابح ومعزوزه أما قصير فأطلق أول عيار ڼاري في الهواء معلنا عن رفعة رأسه ومن بعده إنطلق وابل الاعيرة يجامل ويشارك. 
وهكذا بصمت القبيلة كلها بالفرحة لمعزوزة ورابحها. 
وبعد إعداد
---
طعام الإفطار إنطلق آدم مع حياة وكارمن وسالم ومدحت بسيارة آدم ليأخذ الفتيات ومدحت في جولة بالصحراء ويريهم الحياة في البرية كيف تكون وأخبرهم بأن يومهم سيكون مختلفا عن أي يوم قضوه في أي مكان.. وذهب معه الجميع يملأهم الحماس وقلوبهم تشعر بالإثارة. 
وقد كانت رحلة فريدة من نوعها بالنسبة لهم رأو آدم وهو يصطاد وسالم يشاركه الصيد وإعداد الغنائم للشوي ولكن ليس هذا ما أثار دهشتهم ولكن تلك النمرة التى تبدوا كمحاربة اتت من عصر الأساطير حيث كانت تقنص وتصوب وتسدد وتردى من أول تصويبه وتمكنها من ذلك وهي على ظهر الخيل جعل منظرها شهي لذلك الذي كان يراقبها مشدوها بما يراه للمرة الأولى طوال حياته.. وكيف لفتاة أن تكون بهذه القوة والمهارة والثبات ولكن كحال الجميع لم يخفى عليه إختلاسها النظرات لآدم بين الحين والحين وفهم أن هناك شيئا ما بداخلها له فأكتفى بشعور الإنبهار والإعجاب وإلا لكان رف قلبه على هذا النوع الجديد من الفتيات.
أما آدم فقد كانت عيناه طوال الوقت يراقبان تلك الهادئة الجميلة المتحكمة فى كل ردة فعل وفي كل التفاتة وكأنها تلتفت وتبتسم وتتحدث بمقدار معلوم لا تزيد عليه.
بعكس كارمن التي لم تكف عن الثرثرة لحظة واحدة وتتنقل هنا وهناك كانت مفعمة بالحيوية والنشاط بشكل مفرط اصاب آدم بالضجر فهو هادئ يعشق الهدوء وكم رآها تشبه رجوه حتى في حديثها الغير منقطع وهذا ماجعله ينفر منها ويحاول الفرار بعيدا عنها.
أما سالم فقد كان يراقب الوضع من بعيد وحين انقشعت الغمامة عن عينيه بالكامل رأي كم ان رجوته. مولهة بأدم وكيف تنظر له بتمني وإشتهاء ويتوقف بها الزمن وأبصارها شاخصة عليه وكأنه أمنية بعيدة تناجي الله بقلبها في كل لحظة أن تتحقق.
انقضى النهار وعاد الجميع إلي البادية آدم مشغول الفكر بتلك التى تغزوه شيئا فشيئا وأيضا بالتخطيط لإنتقامه الأكبر ولضړبته القاضية من اين يبدأها وكيف سيسددها وغير ذلك كيف يستغل كارمن فى تحقيق غايته وبالرغم من أن قلبه يخبره بأن لاذنب لها فيما إقترفه والداها وأن جرمهم لا ناقة لها فيه ولا بعير إلا أن عقله يهب معارضا ويذكره بأنه هو أيضا لم يكن له يد في احقاد عمه ولا ذنب وأخيه الذي توارى جسده تحت التراب واندثر إسمه من الدنيا لم يكن له اي ذنب وأن الابناء هي من تدفع ضريبة أفعال والديها كما يدفع البعض ضريبة أن يكون لوالده اعداء. 
قرر هذه الليلةأن يتقرب من كارمن اكثر ويحاول أن يعرف منها بطريقته كل ماخفي عنه من والداها واخواتها فهم بالطبع لن يتوخوا الحذر في الحديث أمامها هو يريد أن يمسك طرفا لخيط الإنتقام فقط وهذا الخيط مع كارمن إبنتة عمه لا غيرها.
وبالفعل حين أتى الليل تسلل آدم لخلف الخيام وراسل كارمن لتلحقه وهي فعلت على الفور وأخذها بعيدا تحت أشجار النخيل وجلس معها ليستجوبها بطريقة تشبه الغزل وإختلاق أحاديث عابثة حين ينفذ الكلام. 
وأستطاع بالفعل بفراسته أن يأخذ منها ماأراد فقد عرف خطط عمه وابناءه المستقبلية وعرف المشروع الجديد الذي سيدخله ياسين برأس مال ضخم تقريبا بكل مايمتلكه هو وأبيه والذي ستبدأ منه أولى ضربات العقاپ وتقبض مخالبه علي رقاب الجميع.
وكالعادة كانت تقف بعيدا تلك النسرة الغاضبة تراقبه وتتعجب من حاله فهو كل يوم يغازل فتاة مختلفة وينفرد بها وهذه الصفة لم تكن يوما طباعه ولا أخلاقة. فما الذي غيره وإن كان بدأ يلاطف الفتيات أين
---
هي من ذلك وهي لا ينقصها شيئ بل أنها تزيد عنهم جمالا واصلا طيبا لم لم ينتبه لها العقاپ وحلق فوق ارض غير أرضها
انتهت احاديث آدم الظافرة وطلب من كارمن المغادرة خلسة حتى لا يراهم أحد ويبدأ الشك في سكن القلوب فأطاعته كارمن وغادرت وهي تشعر بأن الفراشات تحوم أمام عينيها وهذة سابقة لم تحدث لخروج الفراشات ليلا ولكن فراشات الحب ليس لها مواعيد ثابتة فهي تحضر عند حضور الحبيب وترفرف بأجنحتها مع أحاديثه.
وفور مغادرتها هم آدم بالمغادرة هو أيضا ولكن بعد خطوتين ابتعدهم توقف حين فوجئ بمن يعترض طريقه فرفع عينيه ليراها تقف أمامه والڠضب يملأ عينيها المتلألأة تحت ضوء القمر المنعكس من خلالهم فسألها بعد أن قطب حاجبيه
رجوه! ويش فيك ليش جايه هنا بهالوقت وليش هكي شكلك كيف اللي اخذ الهوا خيمتها وطير اغراضها 
لترد عليه بنبرة ڠضب
عقاپ بصلي وقولي بصراحه انا سمحه ولا مو سمحه 
زاد إستغرابه وقطب حاجبيه أكثر وهو يرد عليها
ويش هاد السؤال يارجوه جنيتي انتي ولا محمومة
ماعليك اعتبرني قليلة عقل وخذني ع قد عقلي وجاوبني بس علي هاد السؤال. 
زفر بقلة حيلة ورد عليها بنفاذ صبر
اي سمحه يارجوه وسماحتك حيييل كثيره ووواجد كبيرره.. والحين جاوبتك يلا احكيلي ويش ورا سؤالك هادا 
سؤالي هادا وراه سؤال ثاني انو اذا انا سمحه وااجد متل ماتقول ليش ما شايفني بعيونك ياعقاب ليش تعمل حالك غشيم ماتفهم وانت اللي تلمح الكلمه بس تجول بالعقل وماتنتظر لتطلع على اللسان وتخرج عالملا.. عارفتك حاسس باللي فيا ومتأكد ان القلب ميال الكومافي غيرك تمكن منه
إحتقنت ملامحه ليقاطعها پغضب
وقفي وقفي يارجوه انت مريضه ولا ايش بيكي اكيد انت مريضه لأنك تهزين اي قلب هاد الميال إلي ليش انت ماتعرفين أن قلبك وكل مافيكي مملوك لسالم نسيتي انك مرهونه ولا ايش 
لا مانسيت وماراح انتمم شي انعمل رغم عني وبلا شوري ماراح نتزوج واحد من وانا طفله ماتعرف للدنيا شكل ولا لون رهني وماهمه انا رايدته ولا لأ ماراح نتزوج سالم ياعقاب. 
تعرفي يارجوه والله اذا سالم مايزعل عليكي كنت ربطتك بحجر ورميتك بالبير القديم وماعرفت حدا طريقك بس اللي منعني انسويها سالم سالم اللي من يوم يومه يمنع عنك كل شړ وماشفتي منه غير كل محبه وخير. 
عقاپ لا تذكرني باللي قدمه لي سالم لأنه كان يسويه ليتزوجني مو لاجل سواد عيني ولا محبه بياكان يسويه طمع بيا.. كان يدفع ليملك. 
وهو اذا مايحبك ليش ليريد يتزوجك يعني اذا عالجمال فيه الاجمل منك واذا عالعقل أنت بسوق العاقلين بضاعه بايره واذا عالدلال أنت ماتعرفين غير النق والمشاكل فيكي تحكيلي ليش هو متمسك فيك اذا مايحبك ليش يتحمل منك كل اللي تسوينه فيه اذا ماساكنه بقلبه.. بس ياخساره يارجوه طلعتي نكارة محبه ونكارة خير.
انا مانكرت خير ياعقاب بس انا ودي اردله الخير بخير والزين بزين متله مااردله زينه بأني انصير أسيرته لاخر العمر.. انا ودي نتحرر من سالم لأن قلبي هواك والقلب ماعليه سلطان وانت اذا تحب سالم ماتخليه يتزوجني لأن حياته قبل حياتي راح تتدمر.
طأطأ رأسه ونفضها ليحاول أستيعاب ماتتفوه به تلك الحمقاء ثم رفع رأسه ونظر اليها بعينين يشعان ڠضب ورد عليها بكلمات مختصرة قبل أن يترك لها المكان مغادرا
ياخسارتك ياسالم ياخوي وخسارة عمرك اللي فنيته وأنت تزرع محبه بأرض بور مالحه ماتطرح..غير المر. ياخسارة عشقك
---
لناس متل ذرات التراب تطير من أقل هبة هوا وتغادر لأرض تانيه.
راقبته وهو يبتعد عنها واغمضت عينيها وهي تحاول أن تبتلع الغصة التي تركها لها قبل أن يغادر.
اما الذي تبعها خلسة واختبئ خلف شجرة النخيل القريبة وتمكن من سماع كل شيء فلم يستطع ابتلاع غصته فقد كانت اكبر من ان يبتلعها بل وقف مكانه مخټنقا بها وهو يحاول إدراك إن كل شيء انتهي وأن شكوكه كلها قد تأكد منها الآن وأن إبنة قلبه عاشقة لأخيه.. وبدأت كلمات جده منصور تعاد على مسامعه الآن وكأنه قالهم ردا على هذا الموقف وهذة اللحظة وكأنه حين اخبره بتلك الكلمات كان عائدا للتوا من هنا من هذه اللحظة ومن خلف شجرة النخيل وسمع كل شيئ وعرف مايحدث. 
فعاد إلى خيمته وهو يجرجر اذيال خيبة قلبه ويتحسر على سنوات عمره التي ضاعت وهو يبني قصرا في الهواء وأسكن فيه طيف ومع هبوب الرياح تلاشى القصر واختفى الطيف.
انقضى الليل والبعض ينعم بالسعادة والبعض الاخر يتقلب على ڼار الجمر.. إعادة للحسابات تتم وقرارات تؤخذ وصراعات داخلية تتم.. بين الممكن واللاممكن بين الواقع والخيال الذي تدمر كليا بين حب وشعور بالانكسار يهزم الروح الف هزيمة في الثانية الواحدة. 
وفي صباح اليوم التالي كانت جميع القرارات محسومه.. 
إستعداد آدم واهله للمغادرة وقهر رجوه التي سيغيب العقاپ عن عينيها ويغادر مع بومتين على حد وصفها وبين قرار سالم بالأبتعاد والاحتفاظ بما تبقى لديه من كرامة وبين قرار آدم بأنه سيبتعد عن طريق كارمن ابنة عمه ويتركها وشأنها ويجهض محبتها له قبل أن تكتمل.. وهذا القرار اخذه بعد ليلة طويلة من الأحلام كانت حياة بطلتهم جميعا. 
وفور أن نظر اليها في الصباح رف قلبه بطريقة لم يختبرها من قبل قط فوضع يده على قلبه الذي خانه وتعلق بمن لا تصلح له زوجة بأي شكل من الاشكال ليس لعيب فيها.. انما العيب كل العيب في أمها وأحيانا لا نستطيع الوصول للزهور مادامت تنموا فى المستنقعات خوفا على انفسنا من أذى محيط بالزهور ولكن حتما للاقدار دائما رأي آخر وتدابير أخرى.
بدأت الايام تمر يوما تلو الآخر رابح ومعزوزه في أوج سعادتهم بعد أن توج صبرهم بالجمعة التي روت القلوب..
آدم عاد يباشر عمله ويخطط لإفتتاح شركة جديدة في نفس مجال الشركة التي يخطط ياسين لإنشائها بعد أن عطل له جميع الإجراءات بنفوذه وأجل له كل شيئ ليأخذ هو الأسبقية في كل شيئ وخاصة أنه مشروع مربح ودراسة جدوته تضمن له ربح مائه بالمائه. 
وفي ظل انشغاله بالعمل لم ينسى أن يهدئ قلبه الذي بات يفتعل الثورات ليليا ولا يكف عن المظاهرات إلا بعد أن يستمع لصوتها وتدور بينهم أحاديث طويلة تجعله يتعلق بها في كل مرة اكثر من السابق.
أما يحيي وفريال زوجته فبات التخطيط للتخلص من آدم هو شغلهم الشاغل ووضع الخطط هى لعبتهم اليومية ولكن اعتراضات ياسين المستمرة علي الطريقة والأساليب هو من كان يمنعهم أما مدحت فقد كان يعترض هو أيضا ولكن اعتراضه كان على أذى آدم من الأساس فهو يرى أنه لم يفعل شيئ يستحق عليه الم. وت ولا عمه وزوجته فعلوا. وبدأ يرى أبواه مسخان تجردا من آداميتهم كليا وخاصة وهو يرى معاملة زوجة عمه وعمه له ولأخته بكل لين وحب وهم من تليق بهم القسۏة بعد كل ما رأوه ولكنهم اعطوه درسا بأن القلوب النقية لا تتغير حتى وأن تعرضت لأبشع الصدمات. 
وبناء عليه إبتعد
---
عن كل هذا واخلى مسؤلية ضميره عن كل ماسيحدث بعد أن جاهد مع ابواه كثيرا وحذرهم بأنه سيقف لهم بنفسه ويسلمهم لعدالة الأرض قبل عدالة السماء إن قامو بإذاء ابن عمه.
إختطف آدم يوما من براثن الإنشغال بعد أن فاض بقلبه الحنين للبادية ولأهله هناك لأصحابه ورفاق سنوات عمره وذهب اليهم ليطمئن ويتمم صفقات الاسلحة التي طلبها منه قصير ويلتقي بسالم على وجه الخصوص ذلك الذي تغير معه في الفترة الاخيرة وإبتعد عنه بشكل مفاجئ وغير مسبوق ولكن آدم يعلم السر جيدا وقرر وضع جميع النقاط على الحروف فهذا اخيه الذي خرج من الدنيا به وليس له سواه.
وفور وصوله للقبيلة وبعد السلام والإطمئنان على الجميع اخبر سالم ورجوه بأنه يريدهم فى في الوادي لرحلة صيد ورافقهم رابح الذي قرر قطع شهر عسله خصيصا ليشاركهم الجمعه. 
وهناك تحدث آدم أمام الجميع بأنه بدأ يحب حياة وأن الزواج بها هي خطته المستقبليه وإن لم تكن حياة فلا سواها إمرأة ستدخل حياته كانت كلماته قاطعة وماضية كالسيف ولم يخفى علي سالم بأنه يقول هذا من أجل أن يقطع طريق المحبة على قلب رجوه له وحتى رابح الذي أسرته معزوزه بما يحدث مع اختها فهم هذا الشيئ 
والجميع نظر لرجوه ليروا ردة فعلها على كلام عقاپ فما كان منها إلا أن رفعت يدها بالقوس وعمرته بسهم وصوبت نحو قلب آدم وملامحها تحولت كليا وما أن فعلت ذلك حتى فزع سالم ورابح ولكن آدم حافظ على ثباته ولم يرف له جفن وركز على عينيها بعينين تنطق تحدي وإصرار على كل حرف قاله.. وبعد دقائق على هذا الوضع أطلقت رجوه السهم ولكن بعد أن إنحرفت في أقل من ثانيه لتسدد السهم لرأس أرنب مسكين كل ذنبه أنه أطل من جحره برأسه ليكتشف ماذا يحدث بالخارج. 
نظر الجميع نحوا موضع إستقرار السهم ومن ثم نظروا إليها وراقبوا إمتطائها للحصان ومغادرتها سريعا كمن يفر من سهام العدو بعد أن إستقر احدها في قلبه ويحاول النجاة بحياته.
نظر سالم لآدم وتبسم له كي يخبره بأنه يعلم ماهو عليه وليؤكد له ثقته فيه وحتى رابح تبسم له وإقترب الإثنان منه وطوقا عنقه بذراعيهم واخذوا يتمشون في الوادي ويتجاذبون اطراف الحديث عما يفعله آدم مع عمه في بلدته الجديدة متجاهلين كل شيئ وكأن رجوه ومحبتها آخر همومهم.
إنقضى النهار وعاد ثلاثتهم وحل الليل وبمجرد أن تلونت الصحراء بالظلام وأنتصف الليل خرجت رجوه باحثة عنه ذلك الذي القى عليها قن. بلة فتتت قلبها وجعلته يتناثر وما أن رأته جالس عند البير ممسكا بجواله ويتصفح فيه فأقتربت منه واردفت بصوت يختنق من الحزن
قولتلي صرت غاوي وتحب هااا
اغلق هاتفه وأعاده لجيبه وجاوبها دون النظر إليها
اي قلت وراح انقول مره ثانيه وعاشره حتى تفهمي وتعقلي اي انحب يارجوه انحب.
رجوه 
طيب وانا ويش انسوي بحالي مافكرت فيا وفي قلبي اللي هايم بيك 
عقاپ
بس انا ماوعدتك بشي لتعاتبيني عليه وغير هكي انتي مرهونه من صغرك كيف قدرتي تتمعشقي وتحبي وفوقها تعرضي روحك على راجل مره وتنين وثلاث.. انتي ليش ماتستحي ولا علي رأي من قال اللي إختشيوا ماتوا! 
اي اني مانستحيخلاص قلعته توب الحيا لان اللي تستحي ماتطول ولا تربح.. وانا ودي نربحك وشاهد علي ربي اذا صرت مرتك لنحطك بين عيوني وباعماق قلبي
واذا عالزواج تزوج ماراح نمنعك تزوجها وأنا خليني زوجه تانيه ماطارت الدنيا هنتظرك لحتي تشبع منها وتمل وتريد
---
التغيير.
وانا ماراح اشبع ولا انمل منها لاني عاشقها واللي يعشق مايشبع ولا يمل.
وانت قلتها.. اللي يعشق مايمل وانا ماراح انمل ولا راح انبطل اطلب قربك بكل يوم وباليوم الف مره لحتى يلين قلبك وتعطيني فرصه.
انت خلاص ملكت قلبي وخديت صك ملكيته ووثقته.
مافي فرص.. انتي مرهووووونه لخوي وفى حكم المتزوجه عقلك جن عالاخير كيف صورلك تفكيرك العطيب اني ممكن ناخد وحده مرهونه 
ووين انودي وجهي من اللي مرهونه له وانتي تعرفي ان هادا بالذات مايصير اني نوقف بوجهه ولا لاجل خاطر الف مره.
ماتحمل هم الرهنة انا هنحلها من عندي انت بس اعطيني كلمه اني انصير زوجتك ولو بعد سنين وانا نخلص حالي وانتظر.
لا ماتحلي ولا تنتظري وانا ماراح ناخدك لو انتظرتي كل عمرك.
هيك صار الحكي
اي هيك صار الحكي وهادا كل اللي عندي يابت العم.
معناها خلصت حلول الود ومابقي غير حلول القوة.
تبسم وهو ينظر لعينيها اللتان تحولتا إلي عيون قطة شرسة تقف في مواجهة أسد متحدية ولا تعلم انه بزئرة واحدة فقط يستطيع قټلها. فأردف لها وهو يبتعد عنها بخطواته للخلف
عاودي للخيمه وماتطلعي بمتل هالوقت مره تانيه خافي من الضباع تاكلك وما نلاقو منك غير قصايبك هادول قالها  وهو يشير بعينيه على ضفائرها اللاتي تصلان إلى أسفل خصرها ثم استدار مبتعدا وتركها وهو يعلم ان نوبة من الجنون على وشك ضړب رأسها الآن 
وبالفعل قبل أن يصل إلي خيمته كانت هي تسبقه لموقع الأحصنة وتحرر احدهم وتمتطيه بسرعة البرق وتجري به في الظلام 
ولا تأبه بأنه لن يرى وجهته أو أين سيأخذها.
فضړب هو الارض بإحدى قدميه پغضب وهو يسرع ليمتطي حصان آخر ويعقبها متبعا ظلها الاسود الذي كاد ان يختفي واردف لنفسه وهو يقترب منها
لا وتريدني انتزوجها بعد. حتى نقضي كل عمري نجري خلفها بالصحاري ونجيبها من الوديان.. الله يبعتلك ذيب ياكلك فغفله ويريحني منك
والله لولا خوكي والملامه والعتب لاتركك ولا نسأل عليكي.
إقترب منها المسافة الكافية التي تمكنها من سماع مايقوله واردف لها بصوته العالي
وقفي يالمهبوله وقفي لوين ودك توصلي.
اتركني بحالي ليش لاحقني عاااود عاود.
إقترب منها أكثر فترك لجام فرسه وحرر اقدامه من السرج واستعد للقفز وبحركة سريعة قفز على حصانها ليكبلها بجسده فوق الحصان ويلتقط منها اللجام ويتحكم بها وبالحصان معا ويوقفه.. من ثم همس لها وهو يصك على اسنانه ويش قولك لو نربطك ونتركك فريسه للذياب الليله وبالصباح تجي الغربان تفطر باللي ضل منك وبعدهم اجي انا اخد عضامك وندفنهم ونرتاح منك ومن هبالك هادا.
اردفت بصوتها الذابل من قربه وهي تحاول تهدئة قلبها الذي يستغيث الآن من هذه الرائحة التي تشبعت بها انفاسها والتي تعشقها حد الجنون
اربطني واتركني لو كان هالشي يريح بالك.. انا اي شي منك راضيه بيه وأي شي تسويه بيا انا خدامتك وماراح تشوف مني غير الطاعه.
تنهد بقلة حيلة وقفز سريعا من فوق الحصان ناهيا لهذا القرب المهلك فهي جميلة حد اللعڼة وتعشقه وتبدوا بين ذراعيه كقطعة من الحلوى وبمفردهم تحت جناح الليل وهو شاب ېحترق حرمانا ولو أنه بقي قريبا اكثر لضعف متناسيا صديقه وخطيبته ومتناسيا العالم فهو بالنهاية رجل ولا يوجد رجل يستطيع مقاومة كل هذه المغريات ففاتنة البادية بين يديه ترجو وصاله ولولا أنه قوي لنضبت قوة تحمله ورضخت مبادئه لسطوة شيطانه الآن.
سار هو يمسك بلجام حصانها بيد ولجام حصانه باليد الأخرى حتى وصل اطراف البادية متجاهلا رجائها له
---
طوال الطريق بان يهبها فرصة واحدة فقط وتعده بأنه لن يندم إن فعلها وتحاول التأثير فيه بكل ماتعرف من عبارات تفتت قوة الرجل لو كان صلبا كالحجر ولكن كعادته لم يتأثر ولم يرف له جفنا الى أن توقف بالأحصنة 
فأنزلها وتركها واقفة تتأمله والحسړة تأكلها
وأخذ الأحصنة يعيد تقييدهم وانتظرت هي عودته لتحاول معه مجددا بلا كلل ولكنه تركها مبتعدا ودلف سريعا لخيمة الشباب هاربا منها وهو لا يعلم سبيل للتخلص من شعوره بالندم على ما سوله له عقله لجزء من الثانيه فهي في نظره خېانة لا تغتفر والخېانة ليست من طباعه ولم يكن يوما لها اهلا.
تفحصه من وسط النيام فوجده يغط في نوم عميق فرفع جزء من الخيمة وخرج من الخلف حتي لا تراه إن كانت لازالت واقفة وأخرج هاتفه بعد أن تمدد فوق الرمال وقام بالضغط على رقمها وفور أن أجابته بصوتها الناعم الناعس همس منتشيا
يااااابااااه قتيل هالصوت وصاحبته انا أنحبك وربي وعقلي مولع بيك وروحي فدوة ليك وإشتقتلك ووااااااجد.
يتتتبع

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن