عقاب ٥٥
عادت نوف لغرفة آدم وهي حانقة بسبب كل مايحدث، وخاصة بعد أن تحدثت معه ورأت ان لا لغة للحوار بينهم ولا توافق من اي نوع، فهو ربيب الخيام والصحاري ولا يفقه من كلامها شيء.. وهذا في حد ذاته سبب قوي للرفض، فماذا عن باقي الأسباب؟
جلست بمفردها حتى إقتحمت عفراء خلوتها وقاطعت أفكارها قائلة:
- حياكم الله ردوا التحية أو اعطونها بدالها قروش، شفتك واقفه مع هليل من شوي، هااا اشوفه سلب العقل بكلمتين والبال إنشغل.. بشري بشري.. كيف شفتيه؟
- كيف اشوفه يعني واحد همجي تربى بالصحاري، مجرم يغدر الحيوانات الضعيفه وياكلها بدون رحمه..انسان مو طبيعي تربي ببيئة غير طبيعية.. لا ويريد يعلمني الإجرام مثله وزهق الأرواح.- وهي الحيوانات ليش انخلقت إلا للوكل؟ اقول يانوف والله يابنت أمي انت اللي مو طبيعه.. طيب انا شفته ركب فرسه وفر صوب الوادي وخذ قوسه وسهامه .. يعني هو راح يقنص الحين.
- قصدك راح يقتل.
- طيب إذا مشيتله يعلمني القنص تزعلين يانوف؟
-انت بعد تريدي تصيري مجرمه ياعفراء؟
- اي انا من زمن والاجرام يجري بدمي بس ماكنت لاقيه فرصه اظهرو، والحين تزعلين وتغارين لو لا؟
- عليش اغار، روحي لجهنم الحمرة انت وهو وخليه يعلمك القتل ياحفنة أوغاد.. والله هاد الهلال مايتوالم غير معك، طنجره وغطاها، بس ماأدري ليش هو ماشايف الطنجره المناسبه ولاحقني.غادرت عفراء المبني وهي تقفز من الفرحة، فلأول مرة ستمارس هوايتها المفضلة على أرض الواقع، بعد ان كانت تمارسها في حديقة منزلهم علي الزجاجات الفارغة.
ذهبت لأبيها وطلبت منه ان يحضر لها قوس وسهام، فحقق لها رغبتها وهو يرى حماسها تجاه التجربة، وإطمئن قلبه لوجود هلال هناك.فكت قيد أحد الأحصنة وإمتطته وغادرت مسرعة نحو الوادي، وحينما إقتربت رأت هلال جالس خلف صخرة كبيره ومصوب سهمه فى إحد الاتجاهات.. ولما ركزت رأت تيس بري يرعى، فأوقفت الحصان ونزلت ونزعت قوسها من فوق كتفها وعمرته بسهم وسمت الله وفي ثانية أصابت التيس أوقعته، فنظر هلال مبتسماً في الإتجاه القادم منه السهم ظناً منه بأنه عقاب أو رابح وربما سالم، لأن هذه حركتهم المعتادة، ولكنه تفاجأ بها، عاد ينظر للتيس وموضع السهم فوجد الضربة في مكان قاتل، فصاح لها:
- يبه عاشت يدك حظ المبتدئين هاد.
فتقدمت عفراء من هلال وقالت وهي تمسح المكان بعينيها:
- بس الاعرفه حظ المبتدئين مايحالف غير بأول رميه، شوف الثانيه واحكم إذا حظ مبتدئين او مهارة.انهت جملتها وعمرت قوسها بسهم آخر وإبتعدت بهدوء وهي تهمس لهلال:
- التيس مايمشي إلا بقطعان، وابي علمنا إن الشارد لابد وأخوانه قراب منه.
رد عليها وهو يتبعها:
-صدق علام ابوك، وهي المنطقة بيها وااجد تيوس.
نظرت إليه عفراء ولم تستطع إخفاء إبتسامتها وردت عليه:
- اي منتبهه على هالشي.. انهت جملتها وضحكت فرد عليها هلال بغضب:
- ضميرك مو تمام ونواياك خبيثه تفهمين الكلام على هواك.
- انا ماقصدت شي خلي نيتك صافيه وواسع البال وخد الحياة ببساطه.. انت قلت معلومة وانا صدقت عليها.
- والله تقصدين شي، وشي سيء ومو انا النيتي بحاجة صفا ياتيسة الحضر انت.
- بس الحضر مافي تيوس، التيوس بس بالبوادي والوديان تعيش.
- اقول يابت عمي قياتي روحي من هالصوب وانا بروح من هالصوب وماتردى إلا بعد ماتنتهي وتخلصي سهامك ، وإذا ماعرفتي تردي خذي هالمسدس اضربي باروده بالجو وانا اعرف اندل عليك.
- يكون افضل، حتي انا ما ارتاح مع الاشخاص اليحرفون الكلام.
-والله تقصدين الإهانه وانا مو غبي حتي ما افهم.
- زين.. كانت مزحه.. شقه.. طُرفه.. لا تاخذها إهانه وتأسرها بنفسك وتقلبها عداوه وانت راح تصير زوج اختي، يعني اخي، والاخ مايتزاعل مع اخته.

أنت تقرأ
رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسف
Misterio / Suspensoقصه تدور حول تخلى الأهل عن ابنهم ونفيه في الصحراء وسط قبيلة بدوية لحمايته من القتل كما حدث لأخيه الأصغر، وأيضاً لثقله كي يعود قوياً ويستطيع مواجهة من أفسد حياته وحياة ابيه وحرمه من اخيه الوحيد، والذي لم يكن سوى عمه.. فتحول الطفل على يد شيخ القبيلة ل...