١٨

3.1K 211 4
                                    

رواية عقاب ابن البادية الفصل الثامن عشر
اجابتها رجوه وقد تجمعت الدموع بعينيها وبدأت بالهطول على الفور:
- امي بالاساس ماتحبني لتكرهني، أمي ماتحب الا هلال، وهي اصلا ماانها أمي هي وحده ولدتني ورمتني، انا امي معزوزه خيتي والماعز مرضعاتي.. تدرين انا وقت تنذبح معزه ازعل اعليها اكثر ماتنذبح مكاسب، هادول عطوني حليبهم وهي منعته عني..وقت اشوف الحلال كيف حناين على صغارهن احس بالغيره لان امي ماحصلت حتى عنز،
ولا قلبها بيه حن عليا، لا وتجيني ودها تقولي سوي هيك وهيك ونسمع ونطيع..
وغير هيك هي وزوجها بعدو سالم عني، سالم اللي كان يشتريلي الحلا الأكحل ويجيبلي كل شي حلو ويحن عليا ويحاديني.. كيف مايكونو استكتروه على رجوه!
قوليلي ياشيخه ليش يبعدون عني حبابي، ليش ماانا ساكته وانا شايفه محبتهم لهلال ومحاداتهم ليه ليل نهار والكلام الحلو والقروش والحبيبات..
تعرفي ياشيخه امي تحب هلال خوي اكتر ماتتنفس، كل مايسوي شي كل مايقول شي، هو صاحي، هو راقد تميل عليه وتحبه، في الشتا تقضى الليل بطولا تلفلف فيه واني انزيح الغطا من فوقي لتيجي تغطيني والله تبص عليا بعيونها وماتغطيني، وتتركني لين انموت من الصقيع واشد الغطا على روحي مره تانيه.
ولا بوي اللي بس هلال يقول شي يفشخ ضبه من الفرحه وبس يشوفه جاي اعليه كنه شاف هلال العيد مو هلال وليده

اشفقت عليها عوالي وهي ترى مافعلته بها مكاسب نتيجة قسوتها عليها، ومن كم الوجع الذي تنطق وتشعر به البنت برغم صغر سنها، تتحدث وكانها شخص بالغ عانى من الخذلان حتى تأثرت شخصيته وتغيرت،
فاجابتها بصوت حنون:
- بس رغم كل شي يحبونك يارجوه ومايتحملون فيك الهوا.. الاب والام مايكرهون وليدهم مهما قسو عليه.

- لا مايحبوني، ولا حدا بكل هالقبيله يحبني غير سالم ومعزوزه ومن بعدهم رابح وعقاب، غير هادول انا ماعندي احباب.
- طيب ولو قلتلك انا ودي اصير من ضمن احبابك وتصيرين احبيبة قلبي ويش تقولين؟
- وتبطلين قصقصه فيا؟
- اي وابطل قصقصه فيك، لانك راح تكونين حبيبتي، وغيرها اخاف من قصقصة الله.. قالتها وضحكت.. ثم فردت ذراعيها لرجوة وحثتها بعينيها للإقتراب والدخول بين احضانها،
وما إن فعت هذا حتى إرتمت رجوه فى حضنها وعانقتها بيديها الصغيرتين، وهمست بجانب اذنها:
-الحين بس اصلي بقول لربي خلاص ماتقبض روحها صارت حنونه، وماراح اقول عليكي عوالي العفريتة مره تانيه.
فتحت عوالي عينيها على وسعهم ورفعت حاجبيها وردت عليها:
-كنتي تدعين عليا؟
- لكن ويش اسويلك وانت كل ماشفتي وجهي الفانص والفانص وبس ودك عليا فرصه تطالعين مقصك وتقصي مني؟!
ضحكت عوالي وضمتها إليها اكثر، اما رجوه فاغمضت عينيها وهي تشعر للمرة الأولى بحضن الكبار كيف يكون، ودفئ حضن الأم كيف يبث الأطمئنان، بالرغم من إن عوالي ليست أمها، ولكن المرء يستطيع منح الشعور الذي يريد لمن يريد وقتما يريد، وعوالي ارادت ان تعطيها حضن وغمرة أم، ونجحت في توصيل الشعور.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن