٣٩

2.4K 290 21
                                    

البارت التاسع والثلاثون

طب والله انا بتعب في أم الروايه دي ومفيش تقدير، دانا بوقي اتلوح وانا بقول الكلام البدوي ببوقي ياجدعان هو فيه إيه؟ وفيه ٤٠٠ لايك اختفوا وعايزاهم، وبداية التلكيك هخلي البارت مرتين اسبوعياً، نقصوا لايكات وتفاعل ننقص بارتات وانا وانتوا بقا هه

سلك آدم طريقه المعتاد للعودة إلى القصر، وفى هذه الاثناء لاحظ سيارة تتبعه، كان مجرد شك فحب أن يتأكد، فهو تعلم ألا يتجاهل الشكوك، وبالفعل اخذ طريقاً مختصراً وديقاً بالكاد تمر به سيارة، وأي سائق غير مضطر أن يعبره إلا لضرورة قصوى، وتأكد من شكوكه حين وجد السيارة أتت خلفه من نفس الطريق!
تأهب ورسم خطته سريعاً وراوغ السيارة ونجح فى الهروب منها بسرعة ومهارة فائقتين.

فوقف سائق السيارة في منتصف الطريق هو وزميله يتلفتان حولهم بحيرة، فقال احدهم:
- عرف اننا بنراقبه على فكره، الواد ده طلع فعلا مش سهل زي ماسمعنا عنه، واكيد هياخد احتياطه ويخلي باله، احنا لازم نختفي يومين تلاته لغاية مايرجع يطمن،
خلاص كده احنا عرفنا تحركاته وكل طريق ممكن يعدي فيه، وساعة التنفيذ هنعمله الكمين اللي ميخرش الميه ولا يعدي منه حي.

وصل آدم لقصره اخيراً، ولم يخبر أبيه او أمه بما أكتشفه اليوم ، فهو لا يريد إزعاجهم وهم للتو بدأوا يشعرون بالراحة والأمان.

ولكنه هاتف عمه قصير، فلابد وأن يشرك أحد معه في قلقه:
- هلا عمي كيفك ايش اخبارك واخبار الكل حداك.
- هلا وغلا وليدي، الكل بخير وماينقصنا غير وجودك معنا، كيفك انت طمني عنك.
- انا زين ياشيخي زين.
- عقاب احكي شو فيك وبدون لف ودوران، انا نعرفك زين ونعرف وقت يكون الحكي ملجوم جواك.. حرر عباراتك وتعرف زين مافي بينك وبين عمك قصير حدود ولا خطوط حُمر.
- مو مسألة حدود وخطوط ياعمي، بس ماادري اذا اللي راح اقوله شي ذات أهميه ولا راح ابث القلق بقلبك على شي فاضي.
- أحكي والحكم لي.
- اليوم حسيت حدا يتبعني بسيارته.
- حسيت ولا تأكدت؟
- تأكدت.
- زين ياعقاب من الحين تدير بالك على روحك، جيب اللي يحرس قصرك وأهلك، وجيب اللي يحرسك انت كمان، من هادول اللي يقولولهم رجال الحراسه.. اعرفك عقاب ماينخاف عليه، بس هالشي إذا كنت تسبح بالفضا الخالي، فضا صحارينا اللي تعرفها متل كف يدك وتعرف الحشره إذا هربت وين تتخبى، أما عندك فى الحضر الأمر يشبه بيوت النحل ماتعرف مين يطلع من وين..وحتى اذا حطيت عيونك بنص راسك ماتغلب القاصد.

-يعني هيك رأيك ياشيخ؟
-ولزوم يكون رأيك من قبلي ياعقاب، دير بالك أنت اليوم مسئول عن روحين معلقين برقبتك، إذا مسك شي ينتهون.. دير بالك ع حالك لجلهم ياعقاب.
-الله كريم عمي الله كريم.
- من غدوه تمشي لشركة حراسه وتأجرلك كم رجال، واذا ماراح تعمل هيك احكيلي وأنا ابعثلك رجال من القبيلة يديرون بالهم عليك لحين تدبر حالك.
- لا لا، انا اليوم بمشيلهم واخلص كل شي.. اتركك مني وطمني على سويلم ورابح والشباب.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن