٦٥

453 47 6
                                    

عقاب ٦٥

انهت خوله  كلماتها وغادرت الخيمة، وذهبت حيث مرابض الاغنام وحررت أغنامها وساقتهم نحو خيمة تاجر الأغنام وباعتهم له وقبضت نقودهم، وذهبت رأساً بالنقود لخيمة عوالي واخبرتها بما تنوى فعله، فشجعتها عوالي وقالت لها:
-اشوفه تفكير زين طالع منك يالمهبوله، ومن الحين أنا مانشتري شي من هي الأغراض لحتى تسترزقين انت، بس ياخوله انا اعرف الأسعار ولو طمعتي ماتشوفيني إلا اهد خيمتك فوق راسك واحرقك انت والاغراض سوا.

-لا ماتخافي، كل شي وله ثمن وانا ماافتري، عالقليلة مو باول مشواري، انا الحين اجمع ثقة الناس، بس اجمعها واطمنهم وقتها يحقلي أطمع.

ضحكت عوالي وتغيرت ملامحها وسألتها بجديه:
-بس من وين جبتي القروش ياخوله؟
-بعت اغنامي.
-الله ياخذك، من وين لك اغنام، مو ع أساس عطيناهم لسعود لحتي يتزوجك؟
-أي والاغنام صاروا لزوجي، واغنام زوجي اغنامي، إيش بيها يعني، وبعدين انت تميتي مهمتك وزوجتينا ماتشغلي بالك بشي.. والحين انا ماشيه اشوف حد غير القرد سعود يوديني الحضر هو حرن متل الحمار.

- انا اندز معك واحد من الشباب بسيارة يوديك ويردك، ويكون شاطر بالشرا والبيع لجل مايضحكون عليك، بس قبل أي شي دزيلي سعود قوليله الشيخه تريدك، لزوم يوافق على روحتك، هاد زوجك ورجلك إذا خطت بدون رضاه انا بقطعها لك، فهمتي علي؟
-إي فهمت، انا الحين اندزه لك، وماتعطيه فرصه إنه يشاور عقله، انت تامرينه أمر، تقوليله خوله تعمل التريده وماتقف بطريقها والا تذبحك وانت نايم وماتسمي عليك، خوفيه هو خواف واجد.
- روحي ياخوله، روحي الله يهديك وابعثيلي سعود المبلي بيك.

اتي سعود للشيخة عوالي، واقنعته بما تريده خوله، وهذا لأن الفكرة اعجبتها هي شخصياً، وترى أنه باب رزق عظيم لخوله ومسعود، وقفله يعد قطعاً لهذا الرزق.
فذهبت خوله للحضر، وذهب سعود معها بأمر مع الشيخة فى إحدى السيارت مع واحد من شباب القبيلة، وبدأت خوله أولى خطواتها نحو حلم حلمته وقررت تحقيقه.

وفي سوق المدينة كانت الصدمة لخوله؛ فقد وجدت أشياء فائقة الجمال، ولم تجلب منها الشيخة عوالي حتى لزوجات الشيخ! نعم ثمنها مرتفع، ولكن نظير جمالها خوله متأكدة أن نساء القبيلة سيشترينها بلا تردد.

تسوقت من كل شيء وعادت للقبيلة، ووقفت وسط الخيام ونادت بأعلى صوتها:
-يابنيات ياحريمات يانساء القبيلة أقبلن، اليوم مشيت للحضر وجبتلكن كل شي تتمناه نفسكم، معي اشيا راح تخطف انفاسكم من جمالها، تعي ياحلوه، تعي يازوينه وشوفي إيش مع خوله.
وبدات تفرش الاغراض أمام النساء، وفور أن تضع الغرض على الأرض يُخطف، وكادت النساء يتقاتلن على الأغراض وخاصة الحُلي والزينه، وكل ماأحضرته خوله لم يتبقى منه شيء، ووعدت من لم تتحصل علي شيء بأن تحضر لها ماتريده غداً.. وعادت لخيمتها مع مسعود بنقود تكاد تكون ضعف المبلغ الذي إشترت به،
ولما رأي مسعود ماجنته خوله في ساعات قليلة وقارنه بما يجنيه هو ووجد انه عمل شهرين في رعي الاغنام وبيع البانهم، قرر بيع أغنامه ومشاركة خوله بثمنهم، فهي علي هذا الحال ستغتني في وقت قصير وهو سيظل راعى لكم غنمة تضربه شمس النهار وتهترئ أقدامه من الرمال الساخنه!

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن