عقاب ٤٥
نظر سالم لآدم ولم ينطق، فسأله آدم:
- ليش ماقولت شي؟
- ايش اقول يعني ياعقاب، إذا تريد تنهي عليها هاد قرارك، انا ما عاد لي رأي بهالأمر.
- اي بس فيه شرط.. رجوه راح تصير شي خاص بي، وانا الشي الخاص بي ماحد يتدخل فيه.. بمعني إذا شفتك تعترض على أمر بيني وبينها ماتلوم إلا روحك،
تمر من أمامها إذا شفتني صالبها على نخله ماتتدخل وتكمل طريقك ولا كنك شفت شي.
- اقول صارحني ياعقاب على ايش ناوي، وايش راح تسوي بنهوة صياح على رجوه وعمك قصير بروحه عطاها له؟
- ماتشغل بالك، إشقى أنت بروحك وانا بعرف أحل مشاكلي لحالي.. والحين انا طالع، باكل لقمة واركب فرسي واطلع للقنص، إذا ذراعك مازال ذراع قناص وعينك للحين تعرف ترصد اهدافها بعز الليل وتقدر تشيل قوسك وسهامك حصلني، أنا بالوادي انا ورابح.خرج من الخيمة واخذ رابح، وهلال لم يفوت الفرصة ورافقهم، ونزلوا الوادي البعيد المليء بالغزلان البرية والأرانب،
وبدأو يقنصون تحت ظلام الليل الخداع ويتبعون الحركة فقط واحياناً إنعكاس الضوء في العيون.
ولحقهم سالم..
وكان لآدم نصيب الأسد من الصيد، أما سالم فلم تساعدة قوته الخائرة وإرتجافة يده على أن يسدد رمية واحدة صحيحة، حتي شعر بالخزي وهو لأول مرة يعود خائب القنص بدون صيد.عادوا للقبيلة عند الفجر، كُل ذهب لخيمته، اما آدم فذهب لغرفته وهاتف أمه وأبيه ثم هاتف الشيخ منصور بعد ان صلى الفجر؛ فهو يعلم انه يكون مسستيقظ في مثل هذا الوقت، وقص عليه ماحدث، وقال له على ماينوي فعله وطلب منه المساعدة..
- اي ياوليدي بس أنت تريدنا نخالف لاعراف وإذا القبايل شمت خبر وصياح أو غيره راح اشتكى علينا عند شيوخ القبايل العار يلحقنا ويصير غلطنا ماله دوا.
- بس انا فهمتك ياشيخ وشرحت لك أسبابي، وادري إنها مستحيلة وماحد راح يقدر يسويها غيرك، أنت اللي بتقدر على عمي قصير وغيرك مايقدر.
تنهد الشيخ منصور وصمت قليلاً يفكر، وأخيراً تحدث:
-أبشر ياعقاب، انا بحكي مع قصير وربك يدبر الأمر، لكن دير بالك اللي تريد تسويه جايز يرد عليك بنتيجة عكس اللي توقعته، هي فانص القبيلة وماتأمن عقلها الخربان وتصرفاتها.
- وإذا هي فانص القبيلة انا عقاب القبيلة، اريد اعرفها العقاب يقدر يحكم الفوانص ولا يروح يطم روحه تحت الرمال،
واريد اشوف كيف راح تسوي شي من دون رضاي وماتمشي رهن إشارتي.
- بس مااريد الأمر يطول ياعقاب.. واتمنى يتم بدون فظايح.
- ماتخاف ياشيخ، انت تكلم عقاب مو وليد صغير..بس اريد انا اللي ابلغ رجوه بالأمر بطريقتي.
أنهي آدم المحادثة مع منصور وتنهد بتعب ونام وهو يفكر هل ماسيفعله صحيح أم خاطئ.
امسك هاتفه وبحث عن رقم حياة ووقف أمامه يتأمله، يشعر بإحتياجه لمهاتفتها الآن جداً،
ولكنه لا يعرف ماذا سيقول لها، أيخبرها بما هو مقدم عليه أم يخبئه ويخبرها بانه مشتاق فقط، وأعظم أمنياته في هذه اللحظة أن يتسمع لصوتها الحنون الذي يبث فيه الطمأنينة ويشبه تهويدات أمه له وهو صغير.
أطفأ هاتفه بعد أن تغلب عليه النوم، فأغمض عينيه وهرب بعيداً.

أنت تقرأ
رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسف
Mystery / Thrillerقصه تدور حول تخلى الأهل عن ابنهم ونفيه في الصحراء وسط قبيلة بدوية لحمايته من القتل كما حدث لأخيه الأصغر، وأيضاً لثقله كي يعود قوياً ويستطيع مواجهة من أفسد حياته وحياة ابيه وحرمه من اخيه الوحيد، والذي لم يكن سوى عمه.. فتحول الطفل على يد شيخ القبيلة ل...