٦٢

2.8K 157 7
                                    

عقاب ٦٢

عوالى بغضب:
--إيش هي النبرة التتكلمين بها ياخوله؟ من متى وبين أهل القبيلة هالشي، من متى ونحن نفرق، ليش ترمين الناس بالباطل بدون دليل؟

-ماارمي حد بالباطل، انظري لروحك إذا نزلتي الحضر تجيبين الأساور الحلوة والملابس الغاليات ودهن الوجه اليخلي الوجه مرايه بنور والعطور الفواحه بس لمعزوزه وحريم قياتي، وإذا حد سألك منها تقولين جبتها بالطلب، وكأن مو من حق حد غيرهم يصير متلهم.
- ماكنت اعرفك غيوره حقوده ياخوله؟! ليش ماكنتي تطلبين، جربتي يوم وطلبتي شي وأنا ماجبته لك؟
-مو حقوده بس أي غيوره وكنت أتمنى ألبس مثلهم واتزين بنفس زينتهم بس إنت ماترضين بالزين إلا لهم لجل يكونوا مختلفين عن الكل والكل يشوفهم أحسن وأجمل.

- كله بقروشهم انا ماجبت شي لحد من عندي، هما الكانوا يقولولي إيش يريدون ويعطوني قروشه وانا اجيب.
- والمايعرف إيش ينجاب مايحظى بشي؟ معنا قروش وكنا راح نعطي بس أنت الما تسألين.
صمتت عوالي قليلاً وهى ترى خوله بهذه الثورة، وتسائلت..
كيف لها ان تغفل عن مثل هذا الشيء، كيف لها ان تتجاهل غيرة النساء من بعضهن وتأتي بالنفيس للبعض في حين أخريات يتمنين ولا يطلن؟
فأخذت نفساً عميقاً وردت على خوله بهدوء:
- معك كل الحق ياخوله،هي المره الثانيه التنبهيني لشي كبير كنت غافله عنه، روحي ياخوله وموعد عرسك ماراح يتأجل، الحين ادز على سعود واتفق معه على كل شي وارسل معاه الشباب للحضر يشترون له كل اللازم؛ لأن سعود مايعرف لحاله،
وأنت بعد لكِ عندي أشيا واجد جميله متل اليستعملنها حريم قياتي وبناتهن.
-ممنونتك ياشيخة بتثبيت موعد العرس، بس من رخصتج انا ماانريد شي ولا راح نآخذ شي، اليجي بعد طلب إسمه إستجداء وانا مانستجدي،
رجوه علمتني إن الما لي مانطلبه ولا حتى بالعشم لأنه مايجى إلا ووراه مذله.. وأنا شبعت مذله من الكل.
أنهت كلماتها وغادرت خيمة عوالي وتوجهت لخيمة سعود.. نادت فخرج هو،
وبمجرد إن رأها إرتبك ولم يعلم ماذا يفعل أو ماذا يقول، فوقف صامتاً فاردفت هي:
- ياسعود الشيخه عوالي الحين راح تدز عليك وترسل معك شباب للحضر لحتى تشتري اغراض الخيمة، ماتقول إلا تم وتروح من خشم مصكر، لا تهتم لكلام حد وان القبيلة مشغولة بغياب عقاب، الغايب بكره يرد والمارد ماتوقف دنيتنا لجله، إذا أنت الغايب كان عقاب دفنك ورجع على عرسه ماحزن طرفة عين.

-إيش تقولين ياخوله، بس هاد اسمو عدم تقدير وعدم إحساس.
- إي انا ماأحس ولا أقدر، وأنت متلي أريدك، بلا إحساس لأن اليحس مايجني من ورا إحساسه غير الخيبات..
وياإبن الحلال نحن الحين على البر ومانزلنا المي، وأنا اريد أقولك كلمتين إذا عجبوك كمل ماعجبوك تراجع لأن هاد راح يكون تعاملي مع الجميع وأنت أولهم:
(العين بالعين والسن بالسن والحِن بالحِن والبادي بالقسوة يتحمل القسوة.)
-هبااا هباااا ياخوله هدي شوي، إيش جرا لكل هالشي؟
- ماجرا شي، أنا قولت العندي وانت مخير، وحط قبال عينك مو خوله التاخدها وتعذبها بثقل أو تقصير، ولا خوله التروح تتزوج عليها وهي تسكت وترضى، خوله تذبح وتطم وماتعرِف الدبان الأزرق طريق ذبيحتها.
أنهت كلماتها وإبتعدت بخطوات واسعة ووقف سعود يراقبها ثم تبسم وأردف معقباً:
-يبه ذيبه والله وتعرفين تجيبين حقك بلسانك قبل يدك، لا والله لآخذك وأنا وأنت والأيام طوال ياخوله.
هم ان يعود للخيمة ولكن أوقفه إحدي صغار القبيلة وهو يقول له:
-عم سعود ياعم سعود، الشيخه عوالي تريدك بخيمتها الحين.
توجه سعود لخيمة عوالي وإستأذن ودخل، كانت جالسة وأمامها صندوق عاجي تقلب فيه، وبعد برهة أخرجت منه بعض الحُلي ومدتهم لسعود قائلة:
-هاك ياسعود خذ مني، هادول هديتك لخوله تعطيهم لها بيوم العرس مو قبل. وبخيمتك تلبسهملها بيدك؛ حتى تطوق رقبتها ويديها بجودك وماتشوفك قليل.
والحين تمشي للشيخ قصير هو عنده علم وبيعطيك قروش ويأمر الواعي من الشباب يروح معك تشتري اغراض عرسك، لا تسترخص شي وتتناصح وتوفر خوله ماترضى بالقليل وتبلعك متل حيه جوعانه شافت فار.
أومأ لها سعود بالموافقة وهم بالرحيل، فأوقفته قائلة:
-اقول ياسعود، بالحضر أسمع أن به حمامات عرس للرجال أو ماادري ايش، يدخلونها شي ويطلعون منها شي ثاني، خلي الشباب ياخذونك لواحد منهم وسلم روحك لأصحابه يشيلون من عليك وصخ الاغنام وتراب الصحاري ويجلون رجليك،

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن